هيلي تحذر من كارثة إنسانية بجنوب السودان

وأشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى زيارة السفيرة هيلي إلى جنوب السودان، الدولة التي تعاني حربا أهلية وحشية أسفرت عن أكبر أزمة للاجئين في القارة منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
وأضافت أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أرسلت هيلي التي بدأت الاثنين الماضي جولتها التي تشمل ثلاث دول أفريقية هي إثيوبيا والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، حيث بدأتها بإثيوبيا، لكن الكثير من تركيز الرحلة سيكون على جنوب السودان.
وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب السودان انفصل عن السودان قبل ست سنوات بدعم من الولايات المتحدة، وذلك عبر استفتاء سلمي، وأضافت أن ثلث سكان جنوب السودان البالغ عددهم 12 مليون نسمة كانوا قد فروا أو نزحوا داخل البلاد، وذلك منذ اندلاع الحرب في أواخر 2013.

الاقتتال
وأضافت الصحيفة أن القتال أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 ألف شخص، وأن آلافا تعرضوا للعنف الجنسي، وأن الحرب أسفرت أيضا عن مجاعة في بعض المناطق، وأن تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تحدثت عن أن بعض المناطق أيضا تعرضت للتطهير العرقي.
وأضافت أنه رغم الفظائع فإن تقدما ضئيلا جرى إحرازه في محاولة جلب الرئيس سلفاكير ميارديت والنائب الأول السابق لرئيس دولة جنوب السودان ورئيس الحركة الشعبية المعارضة رياك مشار إلى طاولة المفاوضات.
وأشارت إلى أن هيلي زارت مخيما للاجئين في إثيوبيا واستمعت إلى قصص مروعة من نساء جنوب السودان وهن يصفن مشاهدتهن لأطفالهن وهم يتعرضون للقتل أثناء الحرب التي تعصف ببلادهن.
وأعربت هيلي للصحفيين عن مشاعرها تجاه معاناة اللاجئين، حيث لا يوجد في المخيم سوى عيادة طبية واحدة لتخدم 86 ألف لاجئ، وقالت إن ما شاهدته يمثل أزمة دولية.

الأمم المتحدة
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترمب تحاول زيادة الضغط على سلفاكير بسحب بعض المساعدات الإنسانية السنوية البالغة 730 مليون، وأنها فرضت الشهر الماضي عقوبات على ثلاثة من شركائه معلنة أنها تستهدف الذين يسيئون استخدام حقوق الإنسان أو يسعون لعرقلة عملية السلام في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن سلفاكير ينفي مسؤوليته عن النزاع الدائر في البلاد وأن الحكومة في جنوب السودان نفت تقارير عن التطهير العرقي.
ونسبت إلى هيلي القول عقب اجتماعات في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا إن سلفاكير قد لا يتأثر بخفض الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية، وإنه لا يبالي لمعاناة شعبه.
وتحدثت الصحيفة بإسهاب عن الدور الأميركي في انفصال جنوب السودان، ومن ثم في اشتعال الصراع داخله، ونسبت إلى تقارير صادرة عن منظمات إغاثية وأخرى أممية القول إن حكومة سلفاكير هي من يعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى الجوعى والمحتاجين.
ونسبت إلى المسؤولة الأميركية قولها إنه ينبغي للأمم المتحدة أن تتحمل بعض المسؤولية في إغاثة المحتاجين في جنوب السودان وفي الكونغو الديمقراطية.
وأشارت الصحيفة إلى احتفاظ الأمم المتحدة بقوات حفظ سلام في جنوب السودان يبلغ عددها 11 ألفا، وسط انتقادات لعدم قدرتها على حماية المدنيين في البلاد.
ويخشى بعض المحللين من أن يزيد تخفيض المساعدات الأميركية من معاناة أكثر 200 ألف من مواطني جنوب السودان المقيمين في مواقع "حماية المدنيين" التي تسيطر عليها قوات حفظ السلام وتديرها الأمم المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترمب لم تملأ منصبي المبعوث الخاص إلى السودان وجنوب السودان، مما أضعف النفوذ الأميركي في المنطقة، وأضافت أنه لا يوجد سفير أميركي في جوبا لحد الآن.