صحيفة: تراجعات الدبلوماسية الأميركية تهدد سمعتها

في مقاله بعنوان "موت بطيء لاتفاق إيران" المنشور قبل عشرة أيام، قارن جون بولتون نائب وزير الخارجية الأميركي السابق والمعروف بمواقفه الداعمة لإسرائيل، اتفاق إيران النووي باتفاق نووي أميركي فاشل مع كوريا الشمالية عام 1994 أطلق عليه حينها "الإطار المتفق عليه".
وتعليقا على ذلك قال أحد قراء "وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة وعدت وقتها بتزويد بيونغ يانغ بمحطتين نوويتنين سلميتين وبترول مقابل وقف إنتاج البلوتونيوم. وفي يناير/كانون الثاني 1995 سيطر الجمهوريون على انتخابات مجلس النواب ورأى العديد منهم أن اتفاق الرئيس كلينتون مع كوريا الشمالية كان استرضاء لها فبدؤوا يقوضونه.
الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل التراجع عن اتفاق نووي آخر، وهذه المرة مع إيران. وهذا السجل من التراجعات الدبلوماسية الأميركية يهدد بتدمير سمعتها فيما يتعلق بمصداقيتها، مما يجعلها دولة مارقة |
ووقتها قالت كوريا الشمالية إن الولايات المتحدة فشلت في تطبيع العلاقات والتخلص التدريجي من العقوبات الاقتصادية كما وعدت. وتراجعت واشنطن عن بناء محطتي الطاقة النووية وأخرت العديد من شحنات النفط. واعتقدت بيونغ يانغ أن واشنطن لم تفِ بوعدها بموجب الإطار المتفق عليه، وبدأت تخصيب اليورانيوم سرا لصنع قنبلة نووية.
وأشار إلى أن بكين وبيونغ يانغ تريان نمطا لتراجع أميركا عن معاهداتها واتفاقاتها المتعلقة بالأسلحة النووية، وأنها لم تصادق أبدا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لعام 1996 التي ساعدت على التفاوض. وفي عام 2001 أخرج الرئيس جورج دبليو بوش أميركا من معاهدة الصواريخ المضادة للقذائف البالستية لعام 1972. ومؤخرا أخرج ترمب أميركا من اتفاق باريس للمناخ واتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي، ويريد إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا).
وخلصت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل التراجع عن اتفاق نووي آخر، وهذه المرة مع إيران. وقالت إن هذا السجل من التراجعات الدبلوماسية الأميركية يهدد بتدمير سمعتها فيما يتعلق بمصداقيتها، مما يجعلها دولة مارقة.