فورين أفيرز: كيف نواجه الإرهاب في 2017؟

Militant Islamist fighters parade on military vehicles along the streets of northern Raqqa province June 30, 2014. Militant Islamist fighters held a parade in Syria's northern Raqqa province to celebrate their declaration of an Islamic "caliphate" after the group captured territory in neighbouring Iraq, a monitoring service said. The Islamic State, an al Qaeda offshoot previously known as Islamic State in Iraq and the Levant (ISIL), posted pictures online on Sunday of
قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014 (رويترز)

تناولت مجلة فورين أفيرز الأميركية الهجمات وأعمال العنف التي تعصف بالمنطقة والعالم، وخاصة في العراق وسوريا، وأشارت للحملة على تنظيم الدولة الإسلامية، وتحدثت عن كيفية مواجهة الإرهاب في 2017.

وأضافت في مقال للكاتب جورجي أساتريان إلى أنه يمكن وصف العام الماضي بأنه عام الحرب على الإرهاب الدولي، لكنها حرب لم تجلب لنا الانتصار على هذه الظاهرة الخطيرة، بل يمكن القول إن الإرهابيين هم الذين انتصروا.

وأشارت إلى أن العام الماضي شهد تغيرا في طبيعة الإرهاب الدولي حيث أصبح لا مركزيا ومتعدد الأوجه، وأن الإرهاب تركز أكثر ما يكون في العراق وسوريا وكذلك في أفغانستان وباكستان، حيث وجد الملاذ الآمن للإعداد للنشاطات المتطرفة.

واستدركت بالقول إن العراق شهد أكثر النشاطات الإرهابية حيث وقعت أعظم الهجمات في هذا البلد الذي طالت معاناته، وحيث أسهمت كثافة السكان في سقوط العديد من الضحايا، فقد أسفرت بعض الهجمات في بغداد عن سوط مئات القتلى بعمل إرهابي واحد.

قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة تنتشر في منطقة الأنبار غربي العراق منتصف 2014 (أسوشيتد برس)
قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة تنتشر في منطقة الأنبار غربي العراق منتصف 2014 (أسوشيتد برس)

تنظيم الدولة
وأضافت فورين أفيرز أن أكبر تأثير للنشاط الإرهابي في أنحاء العالم يتركز أكثر ما يكون في مجموعتين عابرتين للقارات تتمثلان في تنظيم الدولة وفروعها الإقليمية المستقلة، وفي تنظيم القاعدة و"أخواته".

وقالت إن جميع التدابير لمواجهة الإرهاب كانت تهدف إلى التعامل مع الأعراض وليس مع "المرض"، وإن هذا الوصف ينطبق على جميع الدول دون استثناء. وأشارت إلى أن العام الماضي شهد ما بين تسعة آلاف إلى اثني عشر ألف هجوم إرهابي، وأن عام 2015 شهد نحو اثني عشر ألف هجوم، وذلك بحسب تقديرات تعود لوزارة الخارجية الأميركية.

وأضافت أن هذه الهجمات تسببت في مقتل نحو ثلاثين ألف إنسان، وأن عام 2014 شهد نحو أربعة عشر ألف هجوم إرهابيا أدت إلى مقتل نحو 33 ألف إنسان، وأن 2013 شهد عشرة آلاف هجوم إرهابي أدت لمقتل عشرين ألفا.

وأشارت إلى أن الجماعات الإرهابية تلقت ضربة قوية العام الماضي، وأن تنظيم الدولة بدأ العام الماضي يفقد السيطرة على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وأنه خسر نحو 30% إلى 40% من أراضيه في هذين البلدين الجارين.

أحد أفراد القوت العراقية أثناء الاشتباك مع تنظيم الدولة قرب الفلوجة منتصف 2016 (رويترز)
أحد أفراد القوت العراقية أثناء الاشتباك مع تنظيم الدولة قرب الفلوجة منتصف 2016 (رويترز)

قوات عراقية
وأوضحت فورين أفيرز أن القوات العراقية استطاعت بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استرجاع مدينتي الرمادي والفلوجة العراقيتين، وأنه تم استرجاع مدينة تدمر في سوريا بدعم من روسيا، لكن النظام السوري فقد السيطرة عليها من جديد لصالح تنظيم الدولة نهاية العام الماضي.

إعلان

وأضافت أن تنظيم الدولة فقد السيطرة أيضا على العديد من المدن والبلدات في كل من العراق وسوريا، بالإضافة إلى خسارته لعشرات مواقع المنشآت النفطية والمصافي والمصانع، مما تسبب في انخفاض إيراداته.

وأشارت إلى أن تنظيم القاعدة سبق أن فقد ملاذه الآمن في أفغانستان في 2001 بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على البلاد، الأمر الذي أدى إلى تفتت التنظيم إلى مجموعات صغيرة تعمل باسم التنظيم الأم الذي يتزعمه أيمن الظواهري عقب رحيل زعيمه الأول أسامة بن لادن.

وأضافت أن الجماعات الإرهابية بدأت في التحول في طبيعة عملها لتعمل بشكل فردي، حيث يقوم شخص بشن هجوم انتحاري بمفرده، وذلك في ظل صعوبة تنظيم هجوم إرهابي جماعي في الغرب. وأشارت إلى صعود السلفية الجهادية وإلى تأثيرها على عقول أتباعها المحتملين من المتطرفين.

واختتمت بالقول إننا فشلنا في مواجهة الإرهاب في 2016، ولكن بعض الدول في الشرق الأوسط تمكنت بدعم من روسيا وأميركا من توجيه ضربة قاسية إلى الجماعات الإرهابية، وخاصة ضد تنظيم الدولة، مما يعطي الأمل في المزيد من هذه الضربات ضد الجماعات الإرهابية العام الجاري.

المصدر: الجزيرة + فورين أفيرز

إعلان