صحف: معركة حلب نصر كبير للمعارضة

جيش الفتح يقلب موازين الصراع في حلب
جيش الفتح يقلب موازين الصراع في حلب (الجزيرة)

تناولت صحف أميركية وبريطانية نجاح "المعارضة السورية" في فك حصار النظام على الجزء الشرقي من مدينة حلب واعتبرته نصرا كبيرا ومكسبا على الصعيدين الميداني والمعنوي وحذر بعضها من أن فشل المجتمع الدولي في التوحد لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا ستكون له عواقب وخيمة.

ونقلت تفاصيل ما جرى من معارك خلال الأسبوع الماضي ابتداء من الهجوم على جنوب غرب حلب وحتى الاستيلاء على كلية المدفعية بالمدينة والسيطرة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الجزء الذي تسيطر عليه قوات الحكومة، كما أشارت جميعها إلى مشاركة جميع فصائل المعارضة بمختلف تياراتها وتوجهاتها.

وقالت هذه الصحف إن "المعارضة السورية المسلحة" نجحت يوم السبت في فك الحصار بحلب، ووصفت ذلك بالخطوة الكبيرة لتوفير المعونات الإنسانية والأدوية لحوالي ثلاثمئة ألف شخص بحاجة ماسة لها.

تعزيز النصر
ونقلت عن المتحدث باسم مجموعة أحرار الشام أحمد كورا قوله إن قوات المعارضة تحاول السيطرة على المزيد من الأراضي من قوات النظام لتوسيع المنطقة تحت سيطرتها حتى لا يسهل لقوات النظام قصفها أو عزلها. 

وأوردت أنه ورغم نفي وسائل الإعلام الموالية للحكومة تقدم المعارضة، فإن الصور ومقاطع الفيديو التي بثها نشطاء المعارضة تظهر أن المعارضة فكت الحصار ولو مؤقتا.

إعلان

وقالت أوبزيرفر البريطانية بافتتاحية لها إن فشل المجتمع الدولي في التوحد لإنهاء الحرب الأهلية بسوريا ستكون له عواقب وخيمة ومخيفة، مضيفة أن الأخطاء وعدم الوفاء بالالتزامات بشأن سوريا منذ بدء الثورة ضد نظام الأسد منذ 2011 لا يمكن حصرها.  ووصفت النصر الذي حققته المعارضة بأنه هش. وحذرت دول المنطقة من أنها ستتعرض لتحديات كبيرة إذا استمرت في استخدام سوريا لصالح أجندتها الخاصة.

معركة مصيرية
وأوضحت أوبزيرفر أن طرفي الحرب حشدا كل ما يملكان من قوى بشرية وأسلحة لهذه المعركة لأن كلا منهما يرى أن مصير حلب سيحدد مصير الصراع في البلاد.

ونقلت عن زعيم جبهة فتح الشام "النصرة سابقا" أبو محمد الجولاني قوله إن "نتائج معركة حلب تتجاوز فك الحصار عن المحاصرين إلى تغيير ميزان الصراع في الشام برمتها".

مقاتل من الجيش السوري الحر يتحدث بجهاز اتصال بالقرب من دبابة جنوب غرب حلب في الثاني من الشهر الجاري
مقاتل من الجيش السوري الحر يتحدث بجهاز اتصال بالقرب من دبابة جنوب غرب حلب في الثاني من الشهر الجاري

وقالت الصحيفة إن النجاح في فك حصار حلب -وهي آخر معقل حضري للمعارضة- سيكون له وزن نفسي كبير يغيّر الاتجاه الذي كان مستمرا لأشهر من تراجع للمعارضة بسبب الحملة الجوية الروسية لدعم الأسد.  

جبهة فتح الشام
وقالت صنداي تلغراف إن أغلب القوة البشرية التي ساهمت في فك الحصار جاءت من جبهة فتح الشام، مضيفة أن فك الحصار سيجد الترحيب من واشنطن ولندن، لكنه يبرز أيضا فشل الدبلوماسية الغربية في إقناع روسيا باستخدام نفوذها في سوريا لوضع حد لمعاناة المدنيين في حلب.

ونسبت الصحيفة إلى السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد قوله إن نجاح "الجهاديين المسلحين" في فك حصار حلب في الوقت الذي تعثرت فيه الدبلوماسية الغربية يظهر عدم فعالية تكتيكات الولايات المتحدة وإستراتيجيتها.

ونقلت عن "تلفزيون الآن" تعليقه بأن الجهاديين أصبحوا أبطالا في أعين سكان حلب "فقد كسبوا المعركة وكذلك قلوب وعقول الناس هناك".

مخاوف
وقالت إن كل العيون تترقب رد فعل النظام وحلفائه روسيا وإيران وحزب الله، إذ يتوقع كثيرون ردا عنيفا من النظام وروسيا ربما يشمل استخدام الأسلحة الكيميائية، ونسبت إلى الطبيب زاهر سحلول قوله إن النظام سيرد بأي سلاح دون أي وازع وهو يعلم أن المجتمع الدولي سيقف مكتوف الأيدي.

أما صحيفة فايننشال تايمز فقد قالت إنه ورغم أن المعارضة ستحتفظ بتقدمها، فإن ما جرى يُعتبر نصرا مدهشا ضد النظام، وإذا حافظت المعارضة على مواقعها الجديدة فلن تفتح طرقا إلى الجزء الذي تسيطر عليه بالمدينة فقط بل يمكنها فرض حصار على الأحياء التي تسيطر عليها قوات الحكومة أيضا.

ومن جانبهم، نفى قادة المعارضة أن يكون هدفهم فرض حصار على الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية، بل قالوا إنهم سيحاولون الدخول إلى تلك الأحياء. وفي كلتا الحالتين "الحصار أو دخول تلك الأحياء" فإن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من نزف الدم بحلب.

وقالت الصحيفة إن بعض قادة "المعارضة المعتدلة" قد أعربوا عن ارتياحهم لفك الحصار، إلا أنهم قلقون من أن يساهم هذا النصر في تعزيز قوة "الجهاديين" الذين أصبحوا يهيمنون على مناطق كثيرة لقوى المعارضة الأخرى بشمال البلاد. وأوضحت أن قوى "المعارضة المعتدلة" تقر بأنه لولا الهجمات "الانتحارية" من قبل مقاتلي جبهة فتح الشام لما تحقق فك الحصار.      

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية

إعلان