موسيقى الغجر والجاز بإنتاج مقدسي

دمج الموسيقي المقدسي سامر راشد الموسيقى الغجرية وموسيقى الجاز في باكورة أعماله، وأول إصدار موسيقي خاص بآلة الفيولا في الشرق الأوسط، ليخرج ألبوم "تجليات غجرية" إلى النور مع سبع مقطوعات موسيقية متنوعة.

تنوع المقطوعات الموسيقية تمثل في الشكل والمضمون، وفي أسلوب العزف والقوالب الإيقاعية والمقامات الموسيقية، بما يلبي أذواق محبي الموسيقى، فاحتوى الألبوم على موسيقى رومانسية وأخرى حيوية نابضة، ومقطوعات دمجت النوعين.

راشد -الذي ترعرع في أزقة مدينة القدس- سافر مع جمهور عروضه الموسيقية التي شملتها جولة التعريف بألبومه في المدن الفلسطينية، إلى أصقاع الأرض وصولاً إلى شبه جزيرة البلقان، عازفاً مقطوعة قديمة جدا تنتمي إلى "مسادونيا" حملت اسم "Kasapskooro"، أما مقطوعة "Romance" فأهداها خلال عرضه في مدينته إلى والدته ولنساء فلسطين عربون محبة لقاء ما قدمنه ويقدمنه من تضحيات.

أنين القدس
لم تذهب القدس وأنينها عن ذهن ابنها، فخصها بمقطوعة "تحت سماوات القدس" التي جاءت حزينة وعميقة، بقدر حجم المعاناة والاستهداف الذي يكابده أهلها يوميا بفعل الاحتلال وسياسته في تهويد المدينة المقدسة.

أما المقطوعة الرابعة فحملت اسم "Swing25" فقرن المؤلف عمره الحالي باسم نوع من أنواع الموسيقى، أما مقطوعة "Latin Groove" فكانت نابضة مليئة بالحياة، وسبق أن صورها الموسيقي الشاب على طريقة "الفيديو كليب" في عمل تم تصويره في أحد معامل الحجر في مدينة بيت لحم.

وهكذا كان لكل مقطوعة موسيقية حكاية تروى، فالاختيارات والعمل على الإنتاج الموسيقي اللذان احتاجا ثلاث سنوات من العمل الدؤوب أتيا أكلهما؛ فجاءت التفاصيل دقيقة ومدروسة، حاول خلالها المؤلف أن يقدم شيئا جديدا وإضافة موسيقية وثقافية.

وليكتمل عدد المقطوعات السبع، أعاد سامر وبشكل كامل توزيع أغنيتي "على موج البحر" للفنانة السورية ميادة بسيليس، أما موسيقى أغنية "البنت الشلبية" لفيروز فجاءت بتوزيع تركي جديد، ساعده في إخراجه تتلمذ سامر على يد عازف الكمان التركي والمتخصص في موسيقى الجاز التركية والغجرية "نديم نلبنتوغلو".

يقول المؤلف الموسيقي إن هذا الألبوم -وما تضمنه من مقطوعات- ساعده على إظهار ما لديه من قدرات في العزف، وإظهار مواطن الخلل التي احتاجت إلى تطوير وتحسين، وهذا ساعده كشاب على تقديم ما هو جديد وغير مألوف، موسيقى تعكس رؤيته الموسيقية الخاصة التي حرص على أن تخرج مدروسة ومتنوعة، وتقدم شيئا جديدا يلبي الأذواق.

تعقيدات المزج
أما عملية المزج بين الموسيقى الغجرية وموسيقى الجاز، فلا ينكر سامر تعقيداتها، ويستذكر حجم الصعوبات التي اضطر للتعامل معها، لكنه قطف ثمار تعبه بإنتاج يرضى عنه شخصيا ويتلقى الإطراء من جمهوره الذي حضر عروضه الموسيقية في مدن القدس ورام الله وبيت لحم والجولان المحتل.

وطالت عملية المزج والتنويع العروض الموسيقية، فحرص سامر على تقديم بعض الموسيقى المغناة خلالها، لتشاركه الفنانة الشابة ميرا أبو هلال بصوتها الشجي أداء أغنيتي "شو بخاف" و"دق عليك" في عرض القدس.

إنتاج أول ألبوم موسيقي خاص سبقته سنوات كثيرة من تعلم الموسيقى والمثابرة على العزف، فالموسيقي الشاب هو أول خريج ينهي ثماني سنوات من الدراسة الأكاديمية في المعهد الوطني للموسيقى في القدس، حيث تعلم العزف على آلة الفيولا.

شارك سامر راشد العزف مع عازف الكمان البريطاني الشهير "نايجل كينيدي"، والفنان مارسيل خليفة، كما كانت له مجموعة مشاركات محلية وعربية وعالمية.