بترايوس يحذر من تبعات استعادة الموصل

وقال بترايوس في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية إن قوات مشتركة من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومليشيات سنية وشيعية تستعد لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة في الأشهر القليلة القادمة.
وأضاف أن هذه القوات ستحاول دخول الموصل مركز محافظة نينوى والعمل على إعادة إعمارها وجلب الاستقرار لها وللمناطق المجاورة، وأنه لا شك في أن تنظيم الدولة سينهزم في هذه المعركة المتوقعة، ولكن المشكلة تكمن في مرحلة ما بعد استعادة الموصل.
وأوضح أن التحدي يكمن في مدى جعل الشركاء العراقيين يتعاونون على إدارة الحكم في المدينة التي يقطنها قرابة مليوني نسمة، خاصة في ظل تعدد الجماعات العرقية والطوائف الدينية والقبائل وغيرها في محافظة نينوى من عرب وأكراد وإيزيديين وتركمان وغيرهم.

صعاب
كما تحدث الجنرال بترايوس عن الصعاب التي واجهته في العراق عندما كان قائدا عسكريا ودخل الموصل في 2003 قبل أن يصبح قائدا لقوات التحالف في البلاد في الفترة من 2007 إلى 2008، وقال إنه عندما دخل الموصل في ما مضى كانت لديه السلطة القانونية والقوات الضرورية لدعم تلك السلطة.
وأضاف أنه من الواضح أن قوات الولايات المتحدة التي في العراق الآن تفتقر إلى السلطة والأعداد التي كانت لديها في البلاد في 2003، واستدرك بالقول إن القوات الأميركية لعبت دورا أساسيا في النجاحات التي حققها العراقيون ضد تنظيم الدولة في الرمادي والفلوجة وتكريت وبيجي والقيارة ومواقع أخرى في أنحاء متفرقة من العراق.
وقال إن قوات التحالف ستلحق أكبر الضرر بتنظيم الدولة في الأسابيع القادمة، وإن المعركة في الموصل ستكون أقل حدة مما يخشى كثيرون، وعليه فإن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة سيكون أمرا سهلا في مقابل التحديات الجسام التي تلي ذلك.
وأضاف أن أبرز هذه التحديات أيضا ما يتمثل في ضمان الأمن في مرحلة ما بعد الصراع وإعادة الإعمار، وفي إنشاء حكم يمثل الجميع ويستجيب لمطالبهم ويلقى قبولهم.
حافة الهاوية
وقال إن قادة العناصر العراقية المختلفة ستكون لهم مليشياتهم الخاصة، وإنه ستكون هناك جولات لا نهاية لها من سياسات حافة الهاوية في الطريق إلى مرحلة ما بعد تنظيم الدولة في الموصل، خاصة بشأن تنظيم هياكل الحكم والإدارة وتوزيع السلطة والموارد المختلفة.
وأضاف أن هناك تحديات أخرى تنبع من إيران والمليشيات الشيعية التي تدعمها في العراق، وكذلك من تركيا والدول السنية الأخرى المجاورة، ومن حكومة إقليم كردستان العراق التي تريد الاحتفاظ بالمناطق المتنازع عليها والواقع معظمها الآن تحت سيطرة قوات البشمركة الكردية إلى حد كبير.
وأشار إلى أن العرب السنة في محافظة نينوى خصوصا يحتاجون إلى تطمينات كبيرة بأن مصالحهم ستكون ممثلة في الموصل وفي المحافظة بوضعهما الجديد، وكذلك الأمر بالنسبة للمواطنين الأكراد في المحافظة من مختلف القوى السياسية، وكذلك بالنسبة للعرب الشيعة والسنة والتركمان والإيزيديين والمسيحيين والعديد من القبائل.
وأضاف بترايوس أن المخرج الأمثل قد يكون من خلال تشكيل مجلس محافظة كالذي أقيم في 2003 ومن خلال عملية مشابهة. وقال إنه لا يجب أن تلعب المليشيات الشيعية أي دور في حكم وأمن محافظة نينوى بمرحلة ما بعد تنظيم الدولة.