الاحتلال يحرم أطفال القدس الأسرى زيارة العيد
عشية الإعلان عن عيد الفطر، كانت والدة أدهم الزعتري البالغ 14 عاما قد اشترت ملابس العيد لنجلها الذي حرمها الاحتلال منه منذ ثمانية شهور، على أمل لقائه في زيارة العيد المفترضة والتي أعلن عنها الصليب الأحمر الدولي في القدس، لتهنئه بالعيد وتسلمه الملابس الجديدة، علّها تنسيه بعض الألم الذي يعيشه في سجن مجدو.
لم تستمر فرحة الأم كثيرا، فسرعان ما فاجأها اتصال هاتفي من الصليب الأحمر يبلغها خبر حرمان نجلها من زيارة العيد والزيارة التي تليها، فنزل الخبر على الأم كالصاعقة، ولم تتمالك نفسها حتى انكبت على ملابس نجلها الجديدة وأخذت تخرقها.
فزيارة العيد وفق عائلة الأسير مختلفة عن كل الزيارات، حيث يتناسى الطرفان بعض ألمهما ويداوي كل منهما ولو قليلا من لوعة الحرمان التي ما فتئ الاحتلال يذيقهم إياها منذ اعتقال أدهم يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بتهمة رشق الحجارة على جنود الاحتلال في قرية الرام شمال القدس المحتلة.
حرمان جماعي
وشمل حرمان الأسرى من الزيارة ثمانية أطفال من القدس، وجاء عقابا لهم لإرجاعهم وجبات طعامهم التي يقدمها الاحتلال لهم في السجن، اعتراضا منهم على الظروف السيئة التي يعيشون بها داخل زنازين السجن، واعتراضا منهم على مماطلة الاحتلال في محاكمتهم.
ولم يكتف الاحتلال بحرمان الأسرى وذويهم من الزيارة، بل قام بنقل الأسرى من زنازينهم إلى زنازين أخرى ولم يخبر ذويهم عن مكانهم.
ويأتي ما قام به الاحتلال من إجراءات بشأن هؤلاء الأسرى الأطفال ضمن سلسلة الإجراءات التنكيلية التي يقوم بها مع الأسرى الأطفال والبالغ عددهم 450 طفلا مقدسيا، من بينهم عشرة أطفال دون سن الثانية عشرة.
ويقول رئيس لجنة أهالي الأسرى والمحررين أمجد أبو عصب للجزيرة نت: إن جميع الأسرى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13و18 عاما يقبعون في زنازين سجن مجدو، بينما من تقل أعمارهم عن ذلك يتم احتجازهم في مؤسسات إسرائيلية يدعونها "إصلاحيات" ريثما يبلغون السن القانونية التي تمكن الاحتلال من نقلهم إلى السجن.
ويعاني الأسرى الأطفال -وفق أبو عصب- من أوضاع غاية في الصعوبة "فالزنازين التي يقبعون بها تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ويتعرضون بشكل مستمر للضرب والشبح والتنكيل، والقوات الخاصة الإسرائيلية تقوم بتدريباتها ومناوراتها في أقسام الأطفال مما سبب بإصابة العشرات منهم".
ويضيف رئيس لجنة أهالي الأسرى والمحرري -في حديثه للجزيرة نت- أن الأسير الطفل قد يضرب ويحرم من الزيارة أو ينقل إلى العزل الانفرادي لأتفه الأسباب، كأن يتأخر على موعد العدد، أو حتى أن يضع عينه بعين الضابط الإسرائيلي.
من جهة ثانية، تؤكد لجنة أهالي الأسرى أن الإهمال الطبي للأسرى الأطفال وصل ذروته، مستشهدة بحالة الطفل مجد اسعيدة الذي تقول إنه كاد أن يفقد حياته بعد عدم اكتراث الاحتلال للآلام الحادة التي أصابت بطنه، فتركه عدة أيام يتألم حتى تفجرت في بطنه الزائدة الدودية.
إهمال طبي
وأضاف أبو عصب أنه عندما نقل الاحتلال الطفل اسعيدة لأحد المستشفيات لم يخبر أهله بذلك، وسرعان ما أعاد نقله إلى السجن حتى قبل إنهاء علاجه مما أدى إلى مفاقمة حالته، واستدعى نقله إلى المستشفى مجددا.
وأكد الناشط المقدسي أن الاحتلال لا يسمح لذوي الأسرى الأطفال بتوفير مبلغ كاف لما يسمى "الكنتين" وهو المال الذي يوضع في حساب السجين ليتمكن من شراء الطعام واحتياجاته الأخرى، وإذا سمح بذلك فهو يماطل في التحويل.
ويرى أبو عصب أن هناك تقصيرا كبيرا من قبل الجمعيات الحقوقية والمسؤولين تجاه الأسرى الأطفال سواء داخل السجن أو حتى بعد إطلاق سراحهم "فلا توجد جمعيات حقوقية تقوم برعايتهم وتأهيلهم لدمجهم في المجتمع، حيث يخرج غالبية الأطفال من السجن وهم يعانون من ظروف نفسية صعبة".