"مسيرة الأعلام" تعكر استقبال رمضان بالقدس

باب العمود في القدس المحتلة بدء تجمع المستوطنين باب العمود للانطلاق بمسيرة رقصة الأعلام التي تجوب أحياء البلدة القديمة في يوم توحيد القدس
مسيرات المستوطنين اخترقت الأحياء الإسلامية منغصة على المقدسيين احتفالاتهم باستقبال شهر رمضان (الجزيرة)
أسيل جندي-القدس

منذ مساء أمس السبت جاب مئات المستوطنين المتطرفين شوارع القدس القديمة وأزقتها احتفالا باحتلال القدس أو ما يسمونه يوم توحيد القدس الـ49، حاملين الأعلام الإسرائيلية ومرددين هتافات وصلوات تلمودية.

وتشهد مدينة القدس حالة من التوتر مع احتفال الإسرائيليين بهذا اليوم من كل عام في الـ28 من أيار/مايو حسب التقويم العبري، والذي يعتبرونه عيدا وطنيا لإحياء ذكرى استكمال سيطرة الاحتلال على مدينة القدس، واحتلال الجزء الشرقي منها، خاصة البلدة القديمة، وذلك خلال حرب عام 1967.

ومنذ ساعات صباح اليوم الأحد بدأ المستوطنون بالتوافد إلى البلدة القديمة في القدس للمشاركة في مسيرة "رقصة الأعلام"، فيما تجمع عشرات الآلاف منهم بباب العمود في تمام الخامسة عصرا وانطلقوا في مسيرة الأعلام الضخمة وجابوا أحياء البلدة القديمة بالقدس بما فيها الحي الإسلامي.

مستوطنون يتجولون في البلدة القديمة ويرددون عبارات تلمودية في يوم توحيد القدس (الجزيرة)
مستوطنون يتجولون في البلدة القديمة ويرددون عبارات تلمودية في يوم توحيد القدس (الجزيرة)

استفزاز وعربدة
وتتخلل المسيرات السنوية شعارات معادية للإسلام والعرب، فيما يقوم المستوطنون بأعمال عربدة واستفزاز للسكان الفلسطينيين وتجار البلدة القديمة الذين أبلغتهم شرطة الاحتلال قبل أيام بضرورة إغلاق محالهم التجارية قبيل وصول المسيرة الضخمة، وتحمل مسؤولية إبقائها مفتوحة على عاتقهم.

 ويتأثر بالمسيرة بشكل مباشر نحو 35 ألف مقدسي يعيشون داخل أسوار البلدة القديمة، حيث تمنعهم شرطة الاحتلال من التحرك من وإلى منازلهم، فيما تتصادف احتفالات هذا العام مع ترقب حلول شهر رمضان المبارك، ليعيق ذلك الحركة الشرائية في الأسواق داخل الأسوار.

يقول التاجر المقدسي عاشور جويلس إن شرطة الاحتلال أبلغت التجار قبل يومين بضرورة إغلاق محالهم التجارية في تمام الرابعة عصرا. وأضاف "في إحدى السنوات قررت عدم إغلاق المحل، وكانت النتيجة اقتحامه من قبل المستوطنين المشاركين بالمسيرة والاعتداء علينا بالضرب والشتائم المسيئة للعرب والمسلمين، ومنذ ذلك اليوم أغلق دكاني خوفا على حياتي وحياة أبنائي".

من جهته، يضيف المقدسي سمير أبو صبيح -وهو أحد سكان البلدة القديمة وتجارها- أن جميع المقدسيين الذين يعيشون داخل أسوار القدس التاريخية يجدون أنفسهم أسرى داخل منازلهم في مسيرة توحيد القدس السنوية.

أبو صبيح: المقدسيون أسرى في منازلهم بسبب مسيرة توحيد القدس للمستوطنين(الجزيرة)
أبو صبيح: المقدسيون أسرى في منازلهم بسبب مسيرة توحيد القدس للمستوطنين(الجزيرة)

قهر شديد
ويتابع "نشعر بقهر شديد حينما نرى أن من يغتصبون أرضنا يتجولون بين منازلنا مرددين عبارات الموت للعرب أمامنا، فيما نمنع نحن من كسب لقمة عيشنا في ذلك اليوم بل ومن التحرك من منازلنا فور انطلاق مسيرتهم".

ومنذ سبع سنوات يتردد التاجر مراد أبو سنينة على محله الذي يجاور المسجد الأقصى في سوق القطانين، وككل عام اكتسى دكانه حلته الرمضانية من فوانيس وأضواء وكل ما يجذب ضيوف الرحمن في المسجد.

ويقول "نحن ننتظر شهر رمضان بلهفة كل عام لأن حركة المتسوقين في سوق القطانين عادة شبه معدومة، فيما يعد الشهر الفضيل موسما لإنعاش هذا السوق".

وتعهد أبو سنينة بالبقاء في محله خلال المسيرة ورفض إغلاق حانوته وأصر على البقاء فيه حتى ساعات المساء والدفاع عن نفسه في حال اعتدى المستوطنون عليه.

وتبادر لمسيرة الأعلام السنوية حركات دينية متطرفة تحظى بالدعم المادي من حركة "أرض إسرائيل الكاملة" المكونة من أعضاء كنيست يمينيين متطرفين من الليكود والبيت اليهودي وإسرائيل بيتنا.

يذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية سمحت بإقامة مسيرة للمستوطنين في القدس ومرورها من الحي الإسلامي في البلدة القديمة مساء اليوم الأحد، رافضة بذلك التماسا تقدمت به جمعية "عير عاميم" اليسارية ضد مرور المسيرة في هذا الحي لأنها تأتي بالتزامن مع ترقب المسلمين لهلال رمضان. 

وقررت المحكمة الإبقاء على مسار المسيرة المعتاد مع تقديم موعد انتهائها ليكون السابعة مساء حتى لا تتعارض مع موعد صلاة التراويح، كما قررت إخلاء جميع المحتفلين بـ"مسيرة الأعلام" من شوارع الحي الإسلامي في الموعد المحدد.

المصدر : الجزيرة

إعلان