سويسرا تتجاوز مصر بتحضيرها لمصالحة فلسطينية

قال خبير إسرائيلي إن سويسرا تحاول من خلال استضافتها القادمة مؤتمرا للمصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس تجاوز دور مصر في هذا الملف.
وفي مقال له بموقع "نيوز ون" الإخباري اعتبر الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم أن هذا المؤتمر يظهر أن سويسرا ذات علاقة وثيقة بما يحصل في الأوضاع الدائرة في قطاع غزة، مضيفا أن المبادرتين الفرنسية والمصرية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ربما تدفعان دولا أخرى في العالم للتدخل بالتطورات المتلاحقة في المنطقة، وإعلان مبادرات سياسية إضافية.
وأضاف بن مناحيم أن سويسرا تمتلك علاقات إيجابية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، حيث حاولت في أكتوبر/تشرين الأول 2014 التدخل لحل مشكلة الرواتب للموظفين الفلسطينيين بالقطاع ممن التحقوا بالوزارات الحكومية الفلسطينية عقب سيطرة حماس على غزة أواسط 2007.
وأشار الكاتب إلى أن هذا الموضوع شكل إحدى نقاط الخلاف بين حركتي فتح وحماس، فالسلطة الفلسطينية ترفض دفع رواتب لهؤلاء الموظفين، لأنهم بنظرها عناصر في حماس، والحركة تبدو معنية بدمج موظفيها في الأجهزة الأمنية والإدارية التابعة للسلطة الفلسطينية، ورغم فشل سويسرا في حل هذه المشكلة لكن ذلك لم يمنعها من المبادرة إلى عقد مؤتمر دولي كبير لتحريك عجلة المصالحة بين الحركتين.
وتوقع بن مناحيم -وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أن ينعقد المؤتمر السويسري أواخر يونيو/حزيران الجاري بحضور ممثلين عن اللجنة الرباعية، إضافة إلى السويد والنرويج والصين وروسيا والسعودية ومصر مع ممثلين عن حركة التحرير الوطني (فتح) وحماس، وسينشغل المؤتمر في مسائل إعادة إعمار قطاع غزة وإزالة الحصار عنه، وتوحيده مع الضفة الغربية.
وأكد أن سويسرا لم تنسق ترتيباتها لعقد المؤتمر المذكور مع مصر التي تقود جهود الوساطة للمصالحة الفلسطينية، حيث تنشط القاهرة في هذه الأيام لجمع ممثلي الحركتين لتحقيق المصالحة، ويبدو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معني أكثر من أي وقت مضى بالتوصل لهذه المصالحة تحضيرا لإطلاق مبادرته السياسية لبدء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين برعاية إقليمية.
وختم الكاتب بالإشارة إلى أن مسؤولين سويسريين زاروا غزة الشهر الماضي، والتقوا مع ممثلين عن حماس من أجل الترتيب للمؤتمر، من دون تنسيق مع مصر، في وقت تحاول فيه الحركة تحسين علاقتها مع القاهرة التي تتهمها بتقديم المساعدات للإخوان المسلمين داخل أراضيها.