تايمز: تركيا على خط المواجهة بعد تفجيرات إسطنبول

ركزت بعض العناوين الرئيسية لأبرز الصحف البريطانية الصادرة اليوم على تفجيرات إسطنبول وتداعياتها والتحدي الأمني الذي تواجهه تركيا.
فقد كتبت الغارديان في افتتاحيتها أن التعاطف العالمي بعد الهجوم الأخير على مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول لا يعكس فقط الخوف من الاعتداء، لكنه يشير أيضا إلى أن "الإرهاب" يمكن أن يضرب في أي مكان يتوجه إليه الناس خلال حياتهم اليومية.
وأشارت الصحيفة إلى تنبيه الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أكد فيه بعد إعلان الحداد الوطني أن هذه التفجيرات كان يمكن أن تقع في أي مطار أو مدينة في العالم لأن "هذه التنظيمات الإرهابية لا تفرق بين إسطنبول ولندن أو أنقرة وبرلين أو إزمير وشيكاغو أو أنطاليا وروما".
التعاطف العالمي بعد الهجوم الأخير على مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول لا يعكس فقط الخوف من الاعتداء، لكنه يشير أيضا إلى أن الإرهاب يمكن أن يضرب في أي مكان يتوجه إليه الناس خلال حياتهم اليومية |
وأضافت أنه بعد هجمات باريس وبروكسل لا يظن أحد أن هناك دولة في مأمن من هذا النوع من الهجمات حتى وإن كانت بعض الهجمات تثير غضبا دوليا أكثر من غيرها، كما حدث في باريس حيث لم يلحظ أحد حملة على صفحات التواصل الاجتماعي بعنوان "أنا إسطنبول" على غرار ما حدث بعد الهجوم على مجلة شارلي إيبدو في باريس.
ومن جانبها، اعتبرت افتتاحية إندبندنت الهجوم الإرهابي الأخير على مطار إسطنبول تذكيرا واضحا بأن هناك بعض الأزمات في الشؤون الدولية أكبر من إنهاء بريطانيا عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وأشارت الصحيفة إلى أن الأتراك اليوم يعيشون حالة من الخوف بعد أن كانوا لعقود أمة في سلام مع نفسها وجيرانها.
وترى الصحيفة أن التنمية الاقتصادية والصناعية والرخاء المتزايد الذي تتمتع به تركيا حاليا وحرية الصحافة والمناخ الديمقراطي الذي تعيشه يتعرض كله الآن للخطر، وستتراجع بعض جوانب مجتمعها الحر لأن لديها حكومة تزيد الأمر سوءا، ولذا يجب على الجميع أن يشعر بالخوف مما يخبئه المستقبل لها.
وفي السياق أشارت افتتاحية التايمز إلى أن الهجوم الوحشي على مطار أتاتورك بإسطنبول هو تذكير بأن تركيا وضعت نفسها على خط المواجهة في الحرب ضد الخلايا الإرهابية لتنظيم الدولة.

ورأت الصحيفة أن الهجوم الأخير محاولة لتخويف تركيا لاستنزاف إرادتها للقتال ضمن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم، وشل صناعة السياحة الضعيفة بالفعل.
من جانبه، يشير مقال فايننشال تايمز إلى أن هجوم إسطنبول يظهر حاجة تركيا لمساعدة الحلفاء إذا أرادوا دحر تنظيم الدولة، وأن هذه الجريمة البشعة تؤكد مدى عمق تورط تركيا في الدوامة الممتدة عبر حدودها مع سوريا والعراق.
وترى الصحيفة أنه بعد هذه المأساة الأخيرة قد يغير حكام تركيا رأيهم في أن التهديد الوجودي الحقيقي من الأكراد أكثر من تنظيم الدولة، وستحتاج تركيا إلى كل مساعدة من حلفائها وأصدقائها لمواجهته.