العباسي والشرفا.. صلاة على عتبات الأقصى

أكرم الشرفا وجميل العباسي على عتبات المسجد الأقصى في القدس فلسطين
العباسي والشرفا يتعرضان للإبعاد والملاحقة من قبل الاحتلال منذ سنوات (الجزيرة نت)
 محمد أبو الفيلاتالقدس

إذا اتجهت لأداء صلاة التراويح في المسجد الأقصى، عن طريق باب الأسباط، فإنك حتما ستصادف المقدسيين جميل العباسي وأكرم الشرفا، اللذين اختارا مجبرين الصلاة على عتبات المسجد؛ بعد إبعادهما عنه من قبل الاحتلال.

يراقب المبعدان الوافدين إلى الأقصى ويطرحان عليهم السلام، وكأنهما يحملان مشاعر الاشتياق والحنين لمسرى النبي محمد عليه السلام، وإذا تحدثت إليهما فإنهما لا يخفيان مشاعر الغبطة لكل من يستطيع الصلاة في الأقصى، ورغم ذلك فإن نبرة تحدي الاحتلال واضحة في كلامهما.

في تاريخ 25 مايو/أيار الماضي استدعت مخابرات الاحتلال في القدس المقدسي جميل العباسي (37 عاما) إلى مركز القشلة (غربي البلدة القديمة)، وسلمته قرارا إداريا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة ثلاثة شهور أي لغاية 25 أغسطس/آب القادم.

لم يكن قرار الإبعاد مفاجئا لجميل العباسي، كون الاحتلال ومنذ ثلاث سنوات يقوم بالإجراء نفسه، أي مع اقتراب حلول شهر رمضان حيث يحرم من الصلاة في المسجد ويستمر حرمانه حتى بعد انقضاء رمضان.

الشرفا لم يتمكن من الصلاة في الأقصى منذ عامين بسبب الإبعادات (الجزيرة نت)
الشرفا لم يتمكن من الصلاة في الأقصى منذ عامين بسبب الإبعادات (الجزيرة نت)

اعتقال وضرب
يقول جميل العباسي خلال حديثه مع الجزيرة نت "بدأ الاحتلال محاربتي منذ عملت في مؤسسة عمارة الأقصى قبل ست سنوات، حيث بدأ بكيل التهم وإلصاقها بي؛ ليجبرني على ترك الأقصى والعزوف عن العمل به".

 اعتقل العباسي خلال عمله في الأقصى عدة مرات، قبع خلالها في زنازين الاحتلال، وحول إلى الحبس المنزلي، واتهم في المرة الأولى برشق الحجارة على جنود الاحتلال المقتحمين للأقصى وضرب شرطي، وكان في كل مرة يحكم الاحتلال ببراءته، لكنه مع ذلك أمضى في الحبس المنزلي ستة شهور.

يضيف المقدسي المبعد أنه بعد انقضاء مدة الحبس المنزلي التعسفي، أجبرني الاحتلال على القيام بالخدمة الإجبارية في إحدى مؤسساته، وعندما انتهيت منها سلمني قرار الإبعاد الأخير".

ويهدف الاحتلال إلى تفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وإحلال المستوطنين مكانهم، فلا يوجد مقدسي يتردد على الأقصى لم يطله الإبعاد أو التحقيق، يؤكد العباسي.

أما المبعد أكرم الشرفا (40 عاما) فيقول إن هدف الاحتلال من إبعاد المصلين عن الأقصى هو إفراغه من المسلمين، مضيفا أن الناظر إلى الأحداث التي تجري في الأقصى سيجد أن الاحتلال يسعى لتحقيق أجندته؛ فبدأ بإغلاق المؤسسات الداعمة للرباط في المسجد، ثم حظر الرباط بشكل عام بالتزامن مع منع النساء من دخول الأقصى في الفترة الصباحية.

‪العباسي (يمين) والشرفا يصليان التراويح في أقرب نقطة إلى المسجد الأقصى‬ (الجزيرة نت)
‪العباسي (يمين) والشرفا يصليان التراويح في أقرب نقطة إلى المسجد الأقصى‬ (الجزيرة نت)

قائمة سوداء
وأضاف أن الاحتلال أعد قائمة سوداء للذين يترددون على الأقصى بشكل يومي ومنعهم من دخوله، ثم أصدر على بعضهم حكما بالإبعاد، "وكنت أنا من الذين طالهم هذا الإبعاد".

لم يصل صلاح الشرفا في الأقصى منذ عامين كاملين، حيث يبعده الاحتلال عن المسجد إداريا بشكل متواصل بحجة أنه يشكل خطرا على أمن المستوطنين الذين يقتحمون الأقصى بشكل شبه يومي.

وهنا يقول "نحن نصلي في أقرب نقطة إلى المسجد الأقصى يمكن أن نصلها، فهذا أقصى ما يمكننا فعله لإشباع شوقنا للصلاة فيه، فنحن نستفيد من السماح للأوقاف بتشغيل السماعات الخارجية للمسجد، والتي بدورها تروي جزءا بسيطة من اشتياقنا للصلاة فيه".

المصدر : الجزيرة

إعلان