خرافات سياسة أميركا بالشرق الأوسط

19/6/2016
قال الكاتب آرون ميلر في مقال بمجلة نيوزويك الأميركية إن الشرق الأوسط أصبح مقبرة حقيقية تموت فيها الأوهام والخرافات التي ترى أن هناك حلولا شاملة لأزمات المنطقة، وقال إن الأمر غير ذلك. وأضاف أنه ينبغي إسداء النصيحة الكافية للرئيس الأميركي القادم بهذا الشأن.
وأولى هذه الخرافات متمثلة في القول إن هناك حلولا شاملة لمشاكل الشرق الأوسط، والحقيقة أنه لا توجد حلول سريعة وشاملة لأزمات المنطقة، سواء بالنسبة للحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات أو الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق أو الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف الكاتب أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية لا يعتبر حلا دائما لأزمة البرنامج النووي الإيراني، بل هو حل مؤقت محدود بالزمان والنطاق. وقال إنه يجب أن نتوقف عن التفكير في محاولة حل المشاكل في فترة رئاسية أو اثنتين، بل يجب علينا أن نبدأ التفكير بالحل ضمن عقد من الزمان أو عقدين.
وثاني هذه الخرافات أن لدى أميركا الحلول، والحقيقة عكس ذلك، فالشرق الأوسط يعاني اضطرابات وخصومات طائفية وإقليمية ودينية، ويعاني جراء الانقسامات والفوضى وغياب المؤسسات الفاعلة والحكم الرشيد.
إرادة القادة
وقال آرون إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تنجح في إيجاد حلول لمشاكل الشرق الأوسط إلا إذا توفرت الإرادة لدى قادة المنطقة للمبادرة والعمل على استقرار دولهم وإصلاح حالها.
وقال آرون إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تنجح في إيجاد حلول لمشاكل الشرق الأوسط إلا إذا توفرت الإرادة لدى قادة المنطقة للمبادرة والعمل على استقرار دولهم وإصلاح حالها.
وأضاف أن الخرافة الثالثة تتمثل في ضرورة وجود تناسق حقيقي في سياسة الولايات المتحدة، والحقيقة أن من طبيعة القوى العظمى التصرف بطرق متناقضة قد تصل درجة النفاق، فماذا يمكننا فعله إذا رفضت السلطات المصرية القيام بالإصلاحات الضرورية؟
وماذا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل إذا رفضت السلطات المصرية التوقف عن قمع الصحفيين ووسائل الإعلام، واستمرت في اعتقال الآلاف، وخاصة أننا بحاجة إلى تعاون مصر في عدد من القضايا الإقليمية؟
وأضاف أن أميركا غزت العراق للإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مع العواقب الوخيمة التي تلت الغزو، فهل أميركا ملزمة بفعل الشيء نفسه للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد؟
وأما الخرافة الرابعة فتتمثل في أن يكون للسلام الإسرائيلي الفلسطيني الأولية في أجندة الرئيس الأميركي القادم، والحقيقة أن هناك قضايا أكثر إلحاحا في الشرق الأوسط وتحتاج إلى حلول بشكل أسرع.
قضايا ملحّة
وأوضح أن قضايا مثل مواجهة تنظيم الدولة، والانهيار الذي تشهده سوريا، والاختلال الذي يهدد العراق وتشهده ليبيا، وإدارة العلاقات مع الشركاء التقليديين مثل السعودية وإسرائيل ومصر، كلها تعتبر قضايا هامة وملحّة.
وأوضح أن قضايا مثل مواجهة تنظيم الدولة، والانهيار الذي تشهده سوريا، والاختلال الذي يهدد العراق وتشهده ليبيا، وإدارة العلاقات مع الشركاء التقليديين مثل السعودية وإسرائيل ومصر، كلها تعتبر قضايا هامة وملحّة.
كما أن الدول العربية منشغلة الآن بقضاياها ومشاكلها الداخلية وبالتهديدات التي تشكلها إيران و"الجهاديون السنة"، وأن كل ذلك يضغط على القضية الفلسطينية.
وأما الخرافة الأخيرة فتتمثل في أنه يمكن للولايات المتحدة فك ارتباطها بالشرق الأوسط، والحقيقة أنه لا يمكنها ذلك، فللولايات المتحدة شركاء ومصالح حيوية في المنطقة.
وقال الكاتب إنه يجب على الولايات المتحدة مواجهة التحديات في الشرق الأوسط والحفاظ على مصالحها هناك، ومواجهة ظهور أي قوى إقليمية مثل إيران التي تسعى للحصول على السلاح النووي، وإيجاد وسيلة للتعامل مع الشركاء في المنطقة الذين قد لا يتفقون مع القيم والمصالح الأميركية.
المصدر : الجزيرة + نيوزويك