القوة الأميركية ليست حلا لانقسامات العراق

أشارت صحف أميركية إلى فشل الإستراتيجية الأميركية في العراق، وقال بعضها إن لدى الولايات المتحدة مفهوما خاطئا عندما يظن ساستها أن استخدم القوة يؤدي إلى حل المشاكل والأزمات السياسية.
فقد قال الكاتب بول بيلار في مقال بمجلة ذي ناشونال إنترست إن الاستيلاء المؤقت لأتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على مبنى البرلمان العراقي وغيره من المرافق بالمنطقة الخضراء ببغداد يعد دليلا على فشل السياسة الأميركية في العراق.
وأوضح أن هذه الخطوة من جانب الصدريين تدل على عمق الانقسامات السياسية في البلاد، وتدل في الوقت نفسه على الخطأ الأميركي الذي يعتقد بأن استخدام القوة العسكرية من شأنه إيجاد الحلول للمشاكل السياسية المستعصية.
وأضاف أن المشاكل تتزايد والأزمات تتفاقم أكثر عند الاعتقاد بأنه بإمكان المزيد من القوة العسكرية إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والانقسامات السياسية.
وأوضح أن مثل هذا المفهوم الخاطئ حصل عندما أقدم المحافظون الأميركيون الجدد على حقن العراق بالديمقراطية باستخدام القوة، وذلك في أعقاب الغزو الأميركي للبلاد، مما تسبب في انزلاقه إلى مستنقع من الفوضى منذ أكثر من عشر سنوات.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعدّ على خطأ من خلال نشرها مئات الآلاف من الجنود الأميركيين بحجة تهيئة الظروف أمام الفصائل السياسية العراقية المتنازعة لإدارة خلافاتها، وأن الفوضى السياسية الحالية التي تعصف بالعراق تدل على فشل أميركا في مهمتها.
الإصلاح
من جانبها، تساءلت مجلة فورين بوليسي: هل المعركة الأهم في العراق ستحدث في بغداد التي تشهد مظاهرات مطالبة بالإصلاح السياسي؟
وقالت إنه عندما يتعلق الأمر بالعراق، فإن أنظار العالم تتجه نحو الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظتي الأنبار والموصل، لكن المعركة الأكثر أهمية لمستقبل البلاد تجري في المنطقة الخضراء في بغداد في دولة طائفية ومختلة وظيفيا.
وأشارت إلى أن إستراتيجية أميركا ضد تنظيم الدولة تعتمد على وجود حكومة شاملة تكون ممثلة لجميع العراقيين، خاصة الأقلية السنية المكبوتة التي حاول تنظيم الدولة كسبها لجانبه.
وترى فورين بوليسي أن اقتحام المتظاهرين البرلمان العراقي شكّل تحديا لإستراتيجية الإدارة الأميركية التي رفضت اتهامات بأنها ركزت كثيرا على الأبعاد العسكرية للحرب ضد تنظيم الدولة، وذلك على حساب المشاكل السياسية في بغداد.