روسيا تعود بقوة للشرق الأوسط
يثير التنافس على النفوذ بالشرق الأوسط بين روسيا وأميركا جدلا واسعا، فبينما يتأهب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستعادة أمجاد بلاده، يرى محللون أن الدور الأميركي بالمنطقة آخذ بالتراجع.
وفي هذا الإطار، نشرت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية مقالا لوزير الخارجية الإسرائيلي السابق شلوما بن عامي قال فيه "استعدي يا أميركا، فروسيا عادت إلى اللعبة الجغرافية الاستراتيجية أو الجيواستراتيجية في الشرق الأوسط، وذلك بعد سنوات من وجودها على الهامش".
وأضاف أن التدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية السورية تسبب بهزة دبلوماسية كبيرة أجبرت نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة على الذهاب إلى المفاوضات في جنيف.
وأشار إلى أن بوتين اقترب من تأمين نفوذ بلاده في الشرق الأوسط، وأن روسيا أصبحت نقطة محورية للأطراف الرئيسية الفاعلة في المنطقة، خاصة بعد استخدامها الذكي للقوة العسكرية المحددة من أجل تحقيق أهداف معينة في سوريا، وسط تردد الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأوضح أن موسكو صارت تشكل تحديا جغرافيا وسياسيا خطيرا للولايات المتحدة، وأضاف أن الرئيس الأميركي المقبل سيضطر إلى إعادة التفكير في استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة برمتها.
جنون
في السياق نشرت مجلة ذي ديلي بيست الأميركية مقالا تحليليا للكاتبة آنا نيمسفوفا تساءل عما إذا كان بوتين مصابا بجنون الارتياب أو البرانويا، خاصة في أعقاب إعلانه عن تشكيل حرس إمبراطوري قوامه 400 ألف من الجنود المدربين والموالين له شخصيا.
وأضافت أن مؤيدين قالوا إن السر وراء قرار إنشاء بوتين لهذا "الحرس الوطني" يعود إلى أنه مذعور من قيام ثورة جديدة في روسيا تحضر لها الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن النائب في مجلس الدوما الروسي سيرغي ماركوف صرح بأن بوتين قلق من جراء اعتزام الولايات المتحدة الإطاحة به، كما سبق أن فعلت مع الزعيم الليبي معمر القذافي.