إعلام فرنسا يهتم بمراجعة مناهج التربية الإسلامية بالمغرب

تطرقت وسائل إعلام فرنسية للمراجعة الشاملة التي قام بها المغرب لمقررات مادة التربية الإسلامية، وتقول إذاعة فرنسا الدولية إن الرباط تريد أن تجعل من تكريس الإسلام الوسطي أهم سلاح لمحاربة التشدد، بينما ذهبت مجلة "لاكروا" إلى أن المراجعة تأتي تنفيذا لتوصيات مؤتمر عقد بشأن حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي.
وقد طال التغيير مناهج التربية الإسلامية من المرحلة الابتدائية إلى آخر مراحل الدراسة ما قبل الجامعية.
منهج متشدد
وتزعم الإذاعة الفرنسية أن الهدف هو القطع مع منظور متشدد للإسلام كرسته جماعة الإخوان المسلمين منذ سنوات الثمانينيات، وهو منظور يفرق بين المسلم الصالح والمسلم الطالح، ويعطي للمسلمين أفضلية على باقي المجموعات الدينية.

ومن بين التعديلات التي طرأت حذف سورة من مقرر السنة الثالثة ثانوي تحض على الجهاد، وإدماج درس بشأن موضوع التسامح واحترام الآخر، وتم الاستدلال في هذا الموضوع بآيات قرآنية وأحاديث نبوية. كما تهدف المقررات الجديدة إلى تنمية الحس النقدي لدى الطلاب وعدم الاستسلام للشائعات.
وتقول إذاعة فرنسا الدولية إنه رغم إشادة العديد من الباحثين التقدميين في الشؤون الإسلامية والمدافعين عن حقوق الإنسان بهذه الإصلاحات فإن النظام التعليمي المغربي ما زال في وضع سيئ، ففصول الدراسة مكتظة وأجور المدرسين متدنية.
توصيات مؤتمر
وتقول مجلة "لاكروا" المهتمة بقضايا الدين إن الإصلاحات التي نفذت في مقرر التربية الإسلامية استغرقت بضعة أشهر، وقد جاءت تطبيقا لتوصيات إعلان مراكش لمؤتمر بشأن حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي. وقد دعا العديد من المسؤولين في الدول الإسلامية خلال المؤتمر إلى مراجعة مقررات التربية الإسلامية من أجل محاربة التطرف.
وتنقل المجلة عن مدير المناهج بوزارة التربية المغربية فؤاد شفيقي قوله إن المقررات الجديدة تعكس "الإسلام السمح الذي يدين به المغرب"، ويضيف أنه في السابق كانت تحفظ سور القرآن الكريم وفق ترتيب المصحف، ولكن الآن قسمت الدروس وفق موضوعات، وتم اختيار السور تبعا لتناسبها مع الموضوع ومع سن الطلاب، مع الحرص على عدم الاستدلال إلا بالأحاديث الصحيحة.
ويقول محمد الصغير جنجار رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراست الإسلامية والعلوم الإنسانية ومقرها الدار البيضاء، إن إصلاح مقررات التربية الإسلامية ركز بالخصوص على تناعم مضمونها مع سن الطلاب ومحيطهم الاجتماعي، ولكن يجب التأكد من أن المعلمين سيقبلون بهذا التغيير، مشيرا إلى أن بعضهم يتأثر ببعض القنوات التي وصفها بالمشرقية والتي تبث مضامين عنيفة.