هل يفضل الأميركيون ذهاب قواتهم لسوريا والعراق؟

People dig in the rubble in an ongoing search for survivors at a site hit previously by an airstrike in the rebel-held Tariq al-Bab neighborhood of Aleppo, Syria, September 26, 2016. REUTERS/Abdalrhman Ismail/File Photo
البحث عن ناجين تحت الأنقاض في حي طريق الباب الواقع تحت سيطرة المعارضة بحلب بعد تعرضه للقصف (رويترز)
أشارت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية إلى الحروب والاضطرابات التي تعصف بكل من سوريا والعراق، وأوضحت -في مقال تحليلي كتبه كريستوفر بريبل- أن استطلاعا جديدا للرأي في الولايات المتحدة كشف عن أن 55% من الناخبين المسجلين يرغبون في نشر قوات أميركية في كل من سوريا والعراق من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. بينما 36% يعارضون.
 
لكن ناشونال إنترست تساءلت:
– ما الذي ينبغي  للقوات الأميركية أن تفعله من أجل مقاتلة تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا؟
– وما الذي يمكن أن تفعله هذه القوات زيادة عن ما تفعله الآن؟
– وكم عدد القوات الأميركية المطلوبة؟
– ولأي فترة زمنية؟
– وهل يعرف المستطلعة آراؤهم أن عدة آلاف من الجنود الأميركيين يشاركون بالفعل في القتال في كل من سوريا والعراق؟

ورجحت أنهم لا يعرفون لأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ترفض الكشف عن عدد قواتها المنتشرة في هذين البلدين.

روسيا تستخدم قاذفاتها الإستراتيجية العملاقة من طراز تي يو22 أم3 للقصف في سوريا (رويترز)
روسيا تستخدم قاذفاتها الإستراتيجية العملاقة من طراز تي يو22 أم3 للقصف في سوريا (رويترز)

قصف متواصل
وأضافت ناشونال إنترست أن هناك تعقيدا آخر في هذا الاستطلاع، فهو ركز على القوات الأميركية التي تقاتل تنظيم الدولة في العراق وسوريا، ولكن هل كان سيفضل المشاركون في الاستطلاع التعاون الأميركي مع روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد من أجل إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة؟

وقالت إن أي ترتيب لتعاون أميركي مع روسيا أصبح بعيدا وغير محتمل أكثر من أي وقت مضى، وذلك في أعقاب فشل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير الشهر الماضي.

وأوضحت أن عدم إمكانية حدوث تعاون أميركي روسي بشأن سوريا يعود إلى:
– أن مصير مدينة حلب التي تتعرض للقصف المتواصل من جانب روسيا ونظام الأسد تسبب في توتر العلاقات الأميركية الروسية.
– أن تركيز المعلقين والمحللين الخارجيين الآن لم يعد منصبا على تنظيم الدولة، ولكن على حلب.

‪أطفال حلب في سوريا من بين ضحايا القصف الجوي‬ (رويترز)
‪أطفال حلب في سوريا من بين ضحايا القصف الجوي‬ (رويترز)

إبادة وضحايا
وضربت ناشونال إنترست أمثلة على كُتاب مثل دانييل هيننغر الذي وصف حلب وما تتعرض له من قصف متواصل وتدمير -في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية- بأنها أصبحت "سراييفو أوباما"، البلدة التي تعرض أهلها لإبادة جماعية وكارثة إنسانية في تسعينيات القرن الماضي.

وأضافت أن هيننغر دعا في مقاله إلى تسليح المعارضة السورية، لتتمكن من الدفاع عن نفسها.

وقالت إن هيننغر أرجع سبب تردد الرئيس الأميركي باراك أوباما في تسليح المعارضة السورية هو تفضيله عقد اتفاق النووي مع إيران، وذلك على مبدأ درء وقوع كارثة على المدى البعيد في مقابل اضطرابات راهنة في الشرق الأوسط تشمل انهيار النظام السياسي في العديد من البلدان، وليس فقط في سوريا.

وقالت إن للولايات المتحدة يدا مباشرة في الفوضى التي تدب في العراق، والتي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور وصعود تنظيم الدولة الذي يصمم بشراسة على إنشاء دولة "الخلافة الجديدة".

قافلة من مسلحي تنظيم الدولة في محافظة الأنبار غربي بغداد مطلع 2014 (أسوشيتد برس) 
قافلة من مسلحي تنظيم الدولة في محافظة الأنبار غربي بغداد مطلع 2014 (أسوشيتد برس) 

ظهور تنظيم الدولة
وأضافت ناشونال إنترست أن ظهور تنظيم الدولة زاد من تعقيد الأوضاع على الأرض بشكل كبير في الحرب المستعرة منذ سنوات في سوريا.

وقالت إنه في حالة حلب تحديدا، فإن سكانها ضحايا أبرياء، وإنهم يتعرضون لهجوم من جانب تحالف غير مقدس بين النظام المترنح للأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت إلى أن حلب تتعرض لهجوم مقزز وعشوائي بمختلف أصناف الأسلحة من البراميل المتفجرة إلى القذائف والصواريخ الخارقة للتحصينات، ولهجمات لا هوادة فيها تستهدف المستشفيات ومحطات ضخ المياه الرئيسية، وتخضع لحصار أدى إلى نقص في المواد الغذائية والإمدادات الطبية.

وأشارت إلى أن المذبحة في سوريا أسفرت عن مقتل نحو نصف مليون إنسان، وتسببت في تشريد الملايين، وأن الحرب فيها تشكل مأساة إنسانية.

لكن ناشونال إنترست استدركت بالقول إنه ينبغي للداعين إلى تسليح المعارضة السورية أن يعترفوا بالمخاطر المحتملة، وبالتالي توضيح التدابير الإضافية الواجب اتخاذها في حال لم يؤت هذا التسليح أكله المفضلة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية

إعلان