لا إجماع أميركيا لمنع سقوط حلب بيد الأسد
![An undated handout picture made available by the Syria Civil Defence volunteer organization on 07 October 2016 showing a volunteer carrying a child victim in Aleppo, Syria. Syria Civil Defence is a volunteer group, also known as the White Helmets, that consists of over three thousand local volunteers spread across areas of conflict around Syria. In the past three years they saved over 62 thousand Syrian lives, while losing 145 volunteer during airstrikes and 430 others](/wp-content/uploads/2016/10/92fc3c15-694a-4914-9c17-cb20ce19b181.jpeg?resize=686%2C513&quality=80)
وأضافت في تحليل كتبته كارين دي يونغ، إن من السخرية أن يرتحل وزير الخارجية الأميركي جون كيري المتجول الأسبوع الجاري إلى رواندا، أو البلاد التي شهدت إبادة جماعية لنحو مليون إنسان على مدار ثلاثة أشهر في 1994.
وأشارت كارين إلى أن لدى جون كيري خططا مبدئية لحضور اجتماع دولي بشأن سوريا، أو البلاد التي يقترب عدد القتلى من المدنيين فيها إلى نصف هذا العدد، في ظل الحرب التي تعصف بها منذ سنوات.
وقالت إن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون -الذي جرت الإبادة في رواندا في عهده- سبق أن أعلن عن الندم والأسف بشكل كبير جراء فشل الولايات المتحدة في التدخل لوقف تلك الإبادة في رواندا حينئذ.
![قاذفتان إستراتيجيتان روسيتان عملاقتان من طراز تي يو22 أم3 تلقيان قنابلهما فوق سوريا (رويترز)](/wp-content/uploads/2016/07/66760811-c18c-446b-b30c-4047710276fe.jpeg)
قصف دون هوادة
وأضافت أنه بعد سنتين فقط على المذابح الجماعية في رواندا، سرعان ما تعرض نحو ثمانية آلاف من مسلمي البوسنة للذبح في سربرينيتشا على أيدي الجنود الصرب، بينما فشلت الدول الكبرى في العالم -بما فيه الولايات المتحدة- في الاستجابة لتلك المذابح على نحو كاف، بحسب ما قالت مصادر في الأمم المتحدة لاحقا.
وأشارت الكاتبة إلى تصريحات منسوبة للمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي مستورا، تتمثل في قوله الأسبوع الماضي إن سربرينيتشا أخرى ورواندا أخرى تبدوان أمامنا الآن في حلب ما لم يحدث أمر يوقف المذبحة، وذلك حيث تواصل روسيا والنظام الروسي قصفا لا هوادة فيه على أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وقالت إنه لا يوجد إجماع داخل الإدارة الأميركية بشأن من يمكن للولايات المتحدة عمله أو ما يجب عليها القيام به لوضع حد لأعمال القتل، ووقف ما يبدو أنه السقوط الحتمي لمدينة حلب -ثانية كبرى المدن السورية- بيد قوات الأسد.
وأشارت إلى أن عددا من القادة العسكريين والمسؤولين في إدارة أوباما ناقشوا نهاية الشهر الماضي الخيارات العسكرية المتاحة أمام الولايات المتحدة ضد قوات الأسد التي يمكن من خلالها توفير القدرة للتأثير على روسيا.
![البحث عن ناجين تحت الأنقاض في حي طريق الباب الواقع تحت سيطرة المعارضة في حلب بعد تعرضه للقصف الجوي (رويترز)](/wp-content/uploads/2016/10/a52da1ad-4824-467a-a71c-37f9d8cc211b.jpeg)
خيارات أميركية
وقالت إن من بين هذه الخيارات الأميركية شن ضربات بصواريخ كروز ضد الأنشطة العسكرية السورية التي تشارك مباشرة في عمليات قصف حلب، وأضافت أنه يبدو أن وزارة الخارجية ودوائر أميركية أخرى عدلت عن هذه الفكرة.
واستدركت بالقول: لكن البيت الأبيض شهد الخميس الماضي سلسلة اجتماعات على مستوى مسؤولي مجلس الأمن الأميركي وكبار مسؤولي الدفاع، وإنهم أكدوا على أن موقفهم تجاه سوريا لم يتغير.
وأوضحت أنهم نصحوا بزيادة المساعدات العسكرية لمقاتلي المعارضة، وأن يتم التركيز على مواجهة تنظيم الدولة وليس الاصطدام العسكري مع روسيا. وقالت إن مسؤولا أميركيا كبيرا في الدفاع أكد على أن موقف وزارة الدفاع الأميركي (البنتاغون) تجاه المعارضة السورية لم يتغير.
وأنه أضاف أننا لا نزال نعتقد أن هناك عددا من الطرق لدعم المعارضة السورية دون أن يؤثر ذلك على مهمتنا ضد تنظيم الدولة.
وأشارت الكاتبة إلى أن أوباما كرر في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة أنه ليس هناك انتصار عسكري في سوريا في نهاية المطاف، وأنه دعا إلى مزيد من الدبلوماسية التي تهدف إلى وقف العنف وإيصال المساعدات ودعم الساعين إلى تسوية سلمية.
وأضافت أن البعض في إدارة أوباما يعتقد أن البيت الأبيض يحاول شراء الوقت بشأن حلب، من أجل ترك الخيارات للإدارة الأميركية القادمة.
وأشارت إلى وجود نحو 275 ألف إنسان من المدنيين في شرقي حلب، ثلثهم من الأطفال، وأن هناك عشرة آلاف من مقاتلي من المعارضة، وجميعهم محاصرون في الجزء الشرقي من المدينة التي تتعرض للقصف المتواصل بمختلف أصناف الأسلحة، كالبراميل المتفجرة والقنابل الحرارية والذخائر الحارقة والقنابل العنقودية والخارقة للتحصينات، مع عدم إمكانية حصولهم على مساعدات إنسانية ولا طريق أمامهم للخروج.