عباس اشتكى بلقاء الدوحة من ضغوط عربية
قال يوني بن مناحيم الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية في موقع "نيوز ون" الإخباري إن اللقاء الأخير الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في الدوحة، أراد من خلاله عباس إجراء مصالحة مع حماس لمنع ممارسة المزيد من الضغوط العربية عليه، ومحاولة تحييد عدوه اللدود محمد دحلان.
وتشير المعلومات المتوفرة في إسرائيل -وفق بن مناحيم- إلى أن نجاح فرص هذه الجهود للتوصل لمصالحة فلسطينية ما زالت منخفضة، خاصة وأن هذا اللقاء الأول للرجلين بعد انقطاع دام عامين، وقد حصل في أعقاب غضب عارم تعيشه حماس بسبب قرار عباس إلغاء الانتخابات المحلية، وتتهم السلطة الفلسطينية بحرمان قطاع غزة من نصيبه في موازنتها السنوية، في ظل تزايد أعداد سكان القطاع الذي تجاوز المليونين.
وأوضح الخبير الإسرائيلي -وهو ضابط سابق بجهاز الاستخبارات العسكرية- أن التقديرات الإسرائيلية المتوفرة تؤكد أن عباس وصل إلى لقاء مشعل في منزل وزير الخارجية القطري وهو في موقف ضعيف، في محاولة منه لتجنيد حماس إلى جانبه، في ظل خلافات عباس الكبيرة مع اللجنة الرباعية العربية المكونة من مصر والأردن والسعودية والإمارات، والتي تطالبه بالتصالح مع دحلان لتأهيله كي يكون خليفته القادم.
وأشار إلى نجاح دحلان في إشعال عدد من مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية بوجه عباس، مما أدى لحدوث اشتباكات مسلحة دامية بين أنصار دحلان والأجهزة الأمنية التابعة لعباس، حيث يسعى دحلان لإرجاء عقد المؤتمر السابع لـحركة فتح، بينما يريد عباس جعله مناسبة لتطهير فتح من أنصار دحلان.
ويذهب المقال إلى إنه في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي يمر بها عباس، فقد قرر تغيير اتجاه تحركاته السياسية باتجاه تركيا وقطر من أجل ممارسة تأثيرهما على حماس، للتواصل إلى اتفاق مصالحة جديد وإقامة حكومة وحدة وطنية.
ويقول الكاتب إن عباس قد اشتكى خلال اللقاء من ممارسة الضغوط الخارجية عليه للتصالح مع دحلان, لكن حماس أوضحت أنها لا تتدخل في الخلافات الداخلية لفتح ولا ترجح طرفا على آخر، ورغم أن لقاء مشعل وعباس حصل بعد عامين من القطيعة فإن الجمهور الفلسطيني تعاطى معه بكثير من التجاهل لأنه أصابه الملل من الحديث المتكرر عن المصالحة الوطنية، وفق بن مناحيم.