مصر تعيش أسوأ عصور القمع
نقلت صحيفة غارديان البريطانية عن الصحفي والناشط المصري حسام بهجت قوله إن قمع الدولة في مصر اليوم أشد مما كان في أي وقت خلال عقود، بما في ذلك أسوأ الفترات في الخمسينيات والستينيات تحت حكم الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
وقال بهجت، وهو صحفي استقصائي اعتقلته الاستخبارات العسكرية المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن جيله لم ير مثل هذا القمع في حياته تحت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وإن من سبقوهم من الأجيال الأكبر سنا يقولون إن هذه الفترة تفوق في قمعها فترة حكم عبد الناصر.
وأورد الناشط -الذي كان يتحدث للصحيفة قبيل الذكرى السنوية لبدء الثورة المصرية اليوم- أن النظام الحالي قيّد وسائل الإعلام واعتقل أعدادا غير مسبوقة من المعارضين السياسيين وأخفى كثيرين وقتل خارج القضاء خاصة وسط الإسلاميين.
أوجه القمع
وأضاف أن السلطات اقتحمت آلاف المنازل في القاهرة، وأقامت بنية تحتية جديدة للرقابة حول ميدان التحرير، ووجهت أئمة المساجد بأن يعظوا الناس بأن التظاهر ضد الحكومة "حرام" كما أن أجهزة الأمن نفذت حملات تفتيش على المقاهي والمؤسسات الثقافية ودور النشر.
النظام فشل في تحقيق ما وعد به الناس ويشهد تشققات وسط دوائره الحاكمة، كما أن هناك انتقادات لسلوك المسؤولين والحكومة وفسادهم الذي لم يسبق له مثيل |
وذكر أيضا أن هذا النظام اعتقل أعدادا من الصحفيين أكثر مما في أي دولة أخرى في العالم باستثناء الصين، ففي الشهر الماضي لوحده تم اعتقال ثلاثة صحفيين أحدهم اختفى قسريا، ووُجهت ضده لاحقا تهمة الانتماء لمنظمة محظورة، كما أُحيل ستة آخرون إلى المحاكمة بسبب نشاطهم الصحفي.
وأشار إلى أن قانون التظاهر -الذي يُنفذ بموجب أمر تنفيذي فور الانقلاب على الرئيس السابق محمد مرسي في يونيو/حزيران 2013- ينص على أن المشاركة في المظاهرات أو الاحتجاجات أو المهرجانات غير المأذونة أمر يخالف القانون.
سبب القلق
وأوضح بهجت أن السبب الوحيد للقلق الذي تشعر به السلطات تجاه الرأي العام هو أن النظام قبل عامين كان يضمن تأييد الشعب وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى ترحيبا واسعا ومُنح ما يُمكن أن يُسمى تفويضا لفرض الاستقرار، لكن ورغم ذلك ورغم احتكاره لجميع السلطات فقد فشل في تحقيق توقعات الناس.
وقال أيضا إن النظام فشل في تحقيق ما وعد به الناس وإنه يشهد تشققات وسط دوائره الحاكمة، كما أن هناك انتقادات لسلوك المسؤولين والحكومة وفسادهم "الذي لم يسبق له مثيل".
ومضى بهجت يقول إن الناس أيدوا نظام السيسي حتى على حساب حقوقهم من أجل القضاء على "الإرهاب". لكن وبعد عامين "نشهد ارتفاعا قياسيا في النشاطات الإرهابية وتدميرا كاملا لقطاع السياحة، وإن الشعب بدأ يعي بأنه تخلى عن حرياته لكنه لم يحصل لا على الاستقرار الأمني ولا الاستقرار الاقتصادي اللذين وعده النظام بتحقيقهما".