غارديان: "التجويع أو الاستسلام" انتهاك للقانون الدولي
اهتمت عناوين صحف بريطانية بارزة صادرة اليوم بمحنة المناطق المحاصرة في سوريا، وسياسة التجويع التي ينتهجها نظام الأسد ضد السكان، والحالة البائسة التي وصلت إليها بعض هذه المناطق مثل بلدة مضايا تحديدا.
وانتقدت الصحيفة هذه المشاهد بأنها ليست من سجل تاريخ العصور الوسطى، وليست من بلد ضربته كارثة طبيعية، لكنها من سوريا اليوم، حيث تبدو قائمة الفظاعات التي ترتكب ضد المدنيين هناك لا نهاية لها.
ورأت أن سياسة "التجويع أو الاستسلام" التي ينتهجها النظام السوري تعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، وأنها جريمة يجب أن توثقها اللجنة الأممية التي تحقق في الفظاعات في سوريا. وأضافت أن استمرار هذه السياسة طوال هذه المدة حتى بلغت أسماع الرأي العام الدولي يضيف إلى الفضيحة أنه كان حصارا إنسانيا وإعلاميا.
وختمت الصحيفة بأن الأولوية الآن هي دخول المساعدات، وفي الوقت ذاته عدم الإغفال عن محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم في نهاية المطاف، حيث إن قائمة الأهوال والوحشية تطول.
وفي السياق، أشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى إحصاءات جديدة تشير إلى أن الحصار في جميع أنحاء سوريا ترك أكثر من مليون شخص عرضة لخطر الموت جوعا، بينما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن "استخدام الغذاء كسلاح في الحرب هو جريمة حرب".
ووفقا لدراسة للسكان الذين تحت الحصار، فإن هناك 52 منطقة محاصرة، 49 منها مطوقة بقوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد، وهناك منطقتان تحت سيطرة قوات الثوار، ومنطقة تحت سيطرة تنظيم الدولة. وتعد مضايا من أكثر المناطق تأثرا بالحصار، حيث تشير الروايات إلى موت نحو سبعين شخصا جوعا.
ومن جانبها، كتبت صحيفة تايمز أن قوات الأسد تكدس الطعام بينما يموت مليون شخص جوعا. وأشارت إلى أن مدينة الزور (شرق سوريا) التي يقطنها نحو 183 ألف شخص دخلت شهرها الـ11 بلا كهرباء، بعد أن كانت أحد أكثر المراكز السورية ازدهارا في صناعة البتروكيماويات، أما الآن فالناس يصطفون في طوابير لشراء الخبز، ويموتون من أمراض يمكن علاجها بسبب نقص الأدوية.