صحف: هجمات جاكرتا مؤشر على تمدد تنظيم الدولة
فقد قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن هجمات إندونيسيا التي تبناها تنظيم الدولة تؤشر على افتتاح ميدان جديد ضمن توسع التنظيم على مستوى العالم.
وتشير الصحيفة إلى أن تلك الهجمات المنسقة تثير المخاوف من عودة العنف باسم الإسلام في أجزاء من آسيا حيث تمكنت السلطات من كبح الجيل الأول من المسلحين.
وتلفت وول ستريت جورنال إلى أن ظهور تنظيم الدول استقطب مئات المسلحين من جنوب شرق آسيا إلى العراق وسوريا، حيث تقدر السلطات أن هناك ستمئة من إندونيسيا وماليزيا.
من جانبها اعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن هجمات تنظيم الدولة في جاكرتا وإسطنبول وباريس ما هي إلا مؤشر على التمدد العالمي للتنظيم "المتطرف"، وذلك رغم استمرار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في قصف مواقعه في سوريا والعراق.
وتنقل الصحيفة عن المحللة الغربية في الشؤون الأمنية سدني جونز في جاكرتا قولها -عقب هجمات باريس– إن نجاح البلاد النسبي في كبح "الجماعات المتطرفة" لا ينبغي أن يشكل أساسا للشعور بالرضا.
وأضافت "صحيح أن الهجمات المنسقة في باريس لن تتكرر في جاكرتا أو بالي أو أي مكان آخر في إندونيسيا، فإن الجماعات الجهادية التي ما زالت نشطة هنا تركز على الوصول إلى سوريا أكثر من تنفيذ أي عمل هنا، وهم -على كل حال- أقل تدريبا وقوة ويفتقرون إلى القيادة".
وتتابع جونز أنه يمكن ملاحظة أن ثمة تغييرا في الأساليب من جانب الجماعات الموالية لتنظيم الدولة في إندونيسيا، بما في ذلك استهداف الأجانب، وهو ما يجعل الإستراتيجية واضحة بربط هجمات جاكرتا بالشبكة العالمية للعمليات الإرهابية.
مجلة تايم: رغم أن التطرف الإسلامي ليس بالأمر الجديد على إندونيسيا، فإن جاكرتا تواجه الآن تهديدا جديدا ولا سيما مع إعلان 22 جماعة محلية ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية الذي ينشط في سوريا والعراق |
أسباب داخلية
مجلة فورين بوليسي تربط الهجمات في جاكرتا بالإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات الإندونيسية منذ سنوات في ملاحقة من تشتبه في ارتباطهم بما يسمى الإرهاب.
وتشير إلى أن ثمة تشابها بين هذه الهجمات وهجمات باريس من حيث استهداف قلب العاصمة وانخراط مسلحين في إطلاق نار وتفجيرات وإعلان تنظيم الدولة عن مسؤوليته عن الهجومين.
ولكن هجمات جاكرتا -والكلام للمجلة- تختلف كثيرا عن هجمات باريس، فرغم ارتباطهما بتنظيم الدولة، فإن هجمات جاكرتا أظهرت أنها تحمل طابعا إندونيسيا، وقد جاءت ردا على ظروف خاصة في تلك البلاد، ولا يمكن فهم هذه الهجمات بعيدا عن سياق تاريخ السلطات في محاربة التطرف المحلي والحملة الحكومية "العنيفة" ضده.
ولتعزيز فكرة أن الشرطة هي هدف تلك الهجمات، تنقل المجلة عن الصحفي فتريان زمزمي في جاكرتا قوله إنه لا يكاد يمر أسبوع حتى تعتقل السلطات من تشتبه في صلتهم بتنظيم الدولة، "لذلك فإن الاعتقالات هي التي قد تكون دفعت المهاجمين" لشن هذه الهجمات.
أما مجلة تايم فقد رجحت أن تزداد معركة إندونيسيا مع ما وصفته بالتطرف الإسلامي ضراوة.
وتتابع المجلة أنه رغم أن "التطرف الإسلامي" ليس بالأمر الجديد على إندونيسيا، فإن جاكرتا تواجه الآن تهديدا جديدا ولا سيما مع إعلان 22 جماعة محلية ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية الذي ينشط في سوريا والعراق.
وتشير إلى أن الجماعات "المتطرفة" موجودة في إندونيسيا منذ استقلال البلاد عن هولاندا عام 1949، وفي ظل حكم سوهارتو لمدة ثلاثين عاما (1967 إلى 1998)، فإن الجماعات الإسلامية مثل "دار الإسلام" أعلنت دولة إسلامية في جاوة الغربية حيث كبحتها السلطات.
ويقول مايكل وليامز الخبير في الشؤون الإندونيسية من لندن إن "هذا القمع" في حكم سوهارتو يشبه كثيرا ما كان في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، والرئيس العراقي الراحل صدام حسين.