مآسٍ بطريق اللاجئين الفارين إلى المجهول
يفرون من نيران الحروب والصراعات الدموية في سوريا والعراق ومناطق أخرى في الشرق الأوسط متجهين إلى أوروبا في رحلات عبر وسائل خطيرة سالكين طرقا تقودهم إلى المجهول، إنهم اللاجئون الباحثون عن أمل في حياة أكثر أمنا بعيدا عن الدم والدمار.
لكن طريق اللاجئين الفارين إلى أوروبا كثيرا ما تكون مملوءة بالمآسي التي تقشعر لها الأبدان، فمنهم من يقضي نحبه غرقا أو اختناقا ومنهم من ينتظر في ظروف بائسة أو يسير ماشيا على قدميه بعيدا عن ألاعيب المهربين وقسوة بعض السلطات والمسؤولين.
من هذه الزاوية الإنسانية تناولت صحف بريطانية أزمة اللاجئين، فنشرت صحيفة ذي إندبندنت مقالا للكاتبة مايا غودفيلو أشارت فيه إلى المعاملة المروعة التي يلقاها اللاجئون الفارون من الشرق الأوسط، وذلك حتى بعد وصولهم إلى بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا.
وأوضحت أن سماح بعض الدول الأوروبية للاجئين بتقديم طلبات اللجوء لا يعتبر خطوة كافية إذا كانوا سيلقون سوء المعاملة أو سيكتشفون أنهم غير مرحب بهم عند وصولهم. وأضافت مايا غودفيلو أن عدد الغرقى من اللاجئين في مياه البحر الأبيض المتوسط آخذ بالازدياد، وأن أكثر من ألفين وخمسمئة منهم لاقوا حتفهم منذ بداية العام الجاري، ومعظمهم من النساء والأطفال.
تجاهل
وأنحت الكاتبة بجزء من اللائمة على الحكومة البريطانية التي قررت التراجع عن دعمها لعمليات إنقاذ اللاجئين والبحث عنهم في عرض البحار، وذلك بالرغم من النداءات المتكررة الموجهة إلى الحكومة البريطانية للتوقف عن اتخاذ هذه الخطوة.
وأضافت أن تلك الحكومة أيضا تجاهلت الدعوات الموجهة إليها من أجل ضرورة الدفاع عن نظام لجوء أكثر عدلا على مستوى الاتحاد الأوروبي برمته.
وأشارت الكاتبة إلى أن بعض طالبي اللجوء يتعرضون للترحيل إلى بلدانهم الأصلية التي فروا منها أو أنهم يتحولون إلى مشردين في بريطانيا، ومن بينهم عائلات فلسطينية قدمت من أحد المخيمات في سوريا وأخرى إريترية أو قدمت من مناطق أخرى.
مقابر
وأضافت أن بعض اللاجئين يضطرون للعيش في المقابر في بريطانيا نفسها، ودعت إلى ضرورة معاملة اللاجئين بوصفهم بشرا وإلى عدم تخويف الآخرين من وجود اللاجئين في المجتمعات الأوروبية.
كما نشرت ذي إندبندنت مقالا آخر للكاتبة جوان سميث أشارت فيه إلى أن بعض اللاجئين يواجهون معاناة قاسية حتى في مخيمات اللجوء لدى دول الجوار السوري، وأوضحت أن مخيمات اللجوء في لبنان والأردن تشهد ظروفا مروعة.
وأوضحت أن العائلات في هذه المخيمات تعاني جراء حر الصيف وبرودة الشتاء، وأن بريطانيا لم تقبل سوى خمسة آلاف لاجئ منهم من بدء الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من أربع سنوات، واختتمت بأن موقف بريطانيا يعتبر مثيرا للشفقة بالمقارنة مع ألمانيا التي أعلنت عن استعدادها لاستقبال ثمانمئة ألف لاجئ.
قصص مروعة
من جانبها، أشارت صحيفة ذي أوبزيرفر إلى قصص مرعبة يتعرض لها اللاجئون، وأن بعضهم يتعرض للمعاملة القاسية وللضرب والإهانة أثناء فرارهم من ويلات الحروب في بلادهم ومحاولتهم العبور إلى الدول الأوروبية.
وأضافت أن بعض أطفال العائلات الهاربة من الحروب يرسمون جنودا أو دبابات أو قنابل إذا ما أتيحت لهم الفرصة للرسم والتعبير عما يختلج في نفوسهم، وأنهم يعيشون حالات من الصدمة والألم.
كما أشارت إلى حالات الهلع التي تصيب أطفال اللاجئين عند سماعهم أصوات الطائرات، وإلى أن الحروب حطمت أحلام الكثير من اللاجئين، وسط قلق البعض منهم على مستقبل أطفالهم حتى في دول اللجوء الأوروبية، وأن بعض اللاجئين يفضلون الموت في الطريق على العودة إلى ديارهم التي فروا منها كالتي دمرتها الحرب في سوريا أو العراق.
وأضافت أن بعض اللاجئين فر من الحرب في العراق وهو يسير معتمدا على عصاه، في ظل الجروح التي أصيب بها، وأن البعض الآخر تحدث عن ويلات الحرب في بلاده وعن الهجمات المتكررة التي كانوا يواجهونها.