أزمة اللاجئين لا تخص أوروبا حصرا
قال الكاتب مايكل إيغناتيف، في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن المناظر الصادمة التي "نراها" بشأن اللاجئين يجب أن تكون بمثابة "جرس إنذار لنا" بأن المشكلة ليست أوروبية حصرا.
وتساءل الكاتب إن كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ألا يعني ذلك أن علينا مسؤولية تجاه اللاجئين الذين يفرون من مناطق القتال الذي تنخرط فيه الولايات المتحدة ودول أخرى غير أوروبية؟
وأضاف: إذا كنّا نسلح الثوار السوريين، أليس علينا كذلك مساعدة الناس الذين يحاولون إفراغ مناطق العمليات التي سينشط فيها أولئك المسلحون؟ إذا كنا قد فشلنا في جلب السلام لسوريا، أليس علينا أن نساعد الناس الذين لم يعد بوسعهم انتظار السلام؟
واستطرد الكاتب أن مقاله لا يستهدف الولايات المتحدة حصرا، وأن هناك بلدانا أخرى تستمر بدفن رأسها في الرمل وإقناع نفسها أن أزمة اللاجئين أوروبية ولا تعني الآخرين، ومن ضمن تلك البلدان بلد الكاتب نفسه كندا.
وقال عن بلاده إنها لطالما تفاخرت بكونها ملاذا للمشردين إلا أنها لم تستقبل سوى 1074 لاجئا سوريا حتى الشهر الفائت، وأعطى أمثلة على بلدان أخرى مثل أستراليا التي لم تستقبل سوى 2200 لاجئ، والبرازيل التي استقبلت أقل من ألفي لاجئ حتى مايو/أيار الماضي.
واستغرب الكاتب من الموقف الغربي بشكل عام قائلا: اليوم، قرر اللاجئون بشكل جماعي، إذا كان المجتمع الدولي قد عجز عن المساعدة، والولايات المتحدة وروسيا لا تقومان بعمل جاد لفرض نهاية للحرب في سوريا، فإننا لم نعد قادرين على الانتظار وسنذهب إلى الدول الكبرى.
وتساءل: بعد كل هذا ونتفاجأ أن السوريين لجؤوا إلينا؟
ودعا الكاتب الدول الغربية الكبرى إلى الكف عن التذرع بذرائع واهية مثل عدم امتلاك اللاجئين للأوراق المطلوبة، وطالبها بأن تتغاضى عن كل القوانين التعجيزية وتسهل استقبال اللاجئين السوريين.
وأهاب بالدول الكبرى لإرسال فرق لاستقبال طلبات اللاجئين إلى البلدان التي لا تريد أو لا تستطيع استضافة اللاجئين مثل المجر واليونان.
ووصف الكاتب إعلان واشنطن الاستعداد لاستقبال خمسة إلى ثمانية آلاف لاجئ سوري العام المقبل بأنه غير كاف، واقترح أن يكون العدد ليس بأقل من 25 ألفا كبداية لكل من الولايات المتحدة وبلده كندا.
وأعرب عن اعتقاده بأن مقارعة اللاجئين على سكك القطارات ومراكز تجمعهم ليس هو الحل الأمثل، وعلى الدول المعنية استحداث نظام حصص يمكن اللاجئين من الحفاظ على كرامتهم، وفي نفس الوقت يمكن الدول المعنية من الحفاظ على كيانها ونظامها.