الشرق الأوسط بين حرارة الطقس ونيران الحروب
يشهد الشرق الأوسط تغيرا مناخيا أدى إلى ارتفاع الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة، وكأن أبناء المنطقة لا يكفيهم الموت بالاحتراب والاقتتال حتى تصبّ عليهم الطبيعة جام غضبها حرا لاهبا.
في هذا الإطار نشرت صحيفة نيويورك تايم مقالا للكاتب توماس فريدمان دعا فيه أبناء منطقة الشرق الأوسط إلى الاهتمام بالبيئة ومحاولة معالجة مشاكل منطقتهم من هذه الناحية، وقال إنه لا يوجد ماء شيعي وآخر سني.
فبدلا من الاقتتال من أجل من يصلح أن يكون الخليفة، أو الاختلاف على من منح الله الأرض المقدسة، حري بأبناء الشرق الأوسط إيجاد الحلول المناسبة للتغير المناخي الذي تشهده منطقتهم، وذلك قبل أن تغضب عليهم الطبيعة بشكل أكبر وتلتهم الجميع.
جفاف
فقد سبق الثورة في سوريا أربع سنوات من الجفاف كانت الأسواء في تاريخ البلاد، مما أسفر عن تخلي حوالي مليون من المزارعين والرعاة عن أراضيهم، وخاصة بعد فشل نظام الرئيس السوري بشار الأسد في معالجة المشكلة مما ساهم في اشتعال الثورة.
وكشفت دراسة أجرتها الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي في 2011 أن انخفاض معدلات الأمطار في البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط أو الواقعة في الشرق الأوسط كان هو السبب في التغير المناخي والجفاف الذي تشهده المنطقة.
مؤشر حرارة
وارتفع مؤشر الحرارة في إيران إلى حد كبير مطلع الشهر الجاري فوصل معدلات غير مسبوقة، ويدرس العلماء الإيرانيون إمكانية وقف بحيرة أروميا من الاستمرار بالانكماش والتعرض لمزيد من الجفاف.
وبلغت الحرارة حدا يصعب معه استمرار العمل في العراق، وتزامن ذلك مع اندلاع مظاهرات احتجاجية غاضبة تطالب بمكافحة الفساد في أعقاب انقطاع التيار الكهربائي وعدم إمكانية تشغيل المكيفات.
كما أشار الكاتب إلى أن عددا أكبر من الباكستانيين قضوا في موجة الحر العام الجاري بالمقارنة مع من قضوا من أهل البلاد بسبب أعمال العنف والإرهاب. واختتم بالقول إنه يجدر بالسُنة والشيعة والأكراد والعرب والإسرائيليين إيجاد الحلول لأزماتهم قبل أن تغضب عليهم الطبيعة التي قد تدمرهم قبل أن يدمر أحدهم الآخر.