إسرائيل تجني الشوك حصادا لسياساتها
تستعد البنوك في إسرائيل لتسونامي اقتصادي بسبب المقاطعة التي تفرض على منتجات المستوطنات داخل الضفة الغربية. بعد دعوة وثيقة لمعهد بحثي تابع لمفوضية العلاقات الخارجية الأوروبية التي تدعو لمقاطعة البنوك الإسرائيلية التي لها أعمال اقتصادية في المناطق المحتلة.
وقال الكاتب بن كسبيت في صحيفة معاريف تعقيبا على التوصية "يعد هذا حدثا ضخما إذا ما حصل وستكون آثاره الاقتصادية على البنوك وعلى الاقتصاد الإسرائيلي هائلة. وهذا ليس حدثا ذا أبعاد اقتصادية كبرى فقط بل وسياسية. فهو قد يجلبنا إلى أماكن صعبة جدا، وهذا موضوع يحتاج إلى معالجة على أعلى المستويات القيادية".
ويعتقد بن كسبيت أن استمرار التدهور بالعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة يقلل فرص محاولة الأميركيين منع هذا الإجراء الأوروبي. ولعل العكس هو الصحيح. فحسب مصادر دبلوماسية مختلفة، فإن الأميركيين بالذات هم الذين يطلقون اللجان الأوروبية مؤخرا ويشجعون أوروبا على تشديد عملها ضد استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
ويؤكد أن "المنظومة البنكية والائتمانية الأوروبية مرتبطة بالاقتصاد الإسرائيلي بروابط قوية، وفي حال فرضت المقاطعة على البنوك فلن يقرض أي بنك أوروبي مشاريع في إسرائيل، ولن يكون ممكنا الحصول على ائتمان في أوروبا، ولن يكون بإمكان فعل شيء حيال هذا كله".
وفي مقال ذي صلة في صحيفة هآرتس تحت عنوان "معركة خاسرة مسبقا" يقول عوزي برعام عن معركة أخرى تخسرها إسرائيل لكن في الولايات المتحدة هذه المرة "يتوجه نتنياهو ليهود الولايات المتحدة للعمل ضد رئيسهم، ويكسر بذلك خطا أحمر متفقا عليه، حيث لم يتجرأ أحد على كسره من واضعي السياسة الإسرائيلية".
ويرى برعام أنه "من هذه الرؤية أيضا فقد دخل نتنياهو وأدخل حكومته إلى حقل ألغام لا يمكن اجتيازه. وليس هناك فرصة أن تكون إسرائيل في نهاية المعركة في وضع أفضل".
وفي سياق الصراع الدائر بين نتنياهو وأوباما كتب أمير أورن في صحيفة هآرتس أن "نتنياهو يهدد ثمانية ملايين إسرائيلي بسبب معركته الشخصية مع أوباما، في حين لا تُسمع أصوات المسؤولين الوطنيين وتقديراتهم الاستخبارية".
ويؤكد أنه يوجد في الاستخبارات العسكرية من ينظر بإيجابية إلى الاتفاق النووي. وتقديرهم هذا يتناقض مع الرفض المطلق لهيئة الأركان ورؤساء الأجهزة الأمنية، ويجري إخفاء هذا الخلاف عن الجمهور الإسرائيلي.
ويرى أورن أن نتنياهو -الذي يخاف من نشر التقديرات الاستخبارية التي تناقض مواقفه- يريد منع الجمهور والكونغرس من رؤية الشرخ في الاستعراض الكاذب للجبهة الإسرائيلية الموحدة ضد الاتفاق مع إيران.