هل صان تسيبراس كرامة اليونان أم أهدرها؟

Greek Prime Minister Alexis Tsipras (C) delivers his speech during a parliament vote concerning Greece's proposal to the lenders, at the parliament in Athens, Greece, early 11 July 2015. The document with the Greek proposals will be discussed at the session, so that lawmakers will be asked, through emergency procedures, to approve the proposal and authorize the government to negotiate with the country's lenders, based on its content.
البرلمان وافق على مفاوضات لخطة إنقاذ جديدة رغم نتيجة الاستفتاء التي قالت "لا" لشروط الدائنين (أسوشيتد برس)

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن اليونانيين يتساءلون: إن كان رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس قد صان كرامة اليونان أم أهدرها، في ضوء الاستفتاء الذي أجري بشأن خطة الإنقاذ.

وبعد أن حصل تسيبراس على تفويض قوي لاستكمال المفاوضات مع الدائنين الدوليين بعد الفوز بدعم البرلمان لحزمة جديدة مؤلمة من الإجراءات الإصلاحية، ورغم تصويت اليونانيين بـ "لا"، يتساءل اليونانيون إن كان تسيبراس قد رضخ لمطالب الدائنين أم أنه أسس لحقيقة أن ديون بلاده يجب أن تخفض؟

وقال تقرير كتبه سوزان دالي وأنيمونا هارتوكوليس إن اليونانيين عاشوا في السنين الخمسة الأخيرة في ضنك، وإنهم الآن يستعدون لشد الحزام على البطون أكثر فأكثر لأن الدائنين سوف يطلبون بلا شك مزيد من الاصلاحات والتقشف الحكومي.

وأضاف أن بعض اليونانيين يشعرون بأنهم تعرضوا للخذلان، وخرجت مسيرات احتجاجية ضد تجاهل نتيجة الاستفتاء الذي نظمته الحكومة الأسبوع الماضي لأخذ رأي الشعب في حزمة الإصلاحات التي يطالب بها الدائنون.

‪تسيبراس حصل على موافقة البرلمان لجولة جديدة من المفاوضات مع الدائنين‬ (غيتي)
‪تسيبراس حصل على موافقة البرلمان لجولة جديدة من المفاوضات مع الدائنين‬ (غيتي)

وقد أطلق وسم على تويتر بعنوان "اشرحوا معنى لا لـ تسيبراس" وعلق أحدهم "طوال هذا الوقت كنت أعتقد أن ميركل هي التي تماطل" بإشارة للمستشارة أنجيلا ميركل التي تقود بلادها مطالبة دائني اليونان بإجراء مزيد من الإصلاحات والتقشف كشرط لتنفيذ خطة إنقاذها من الديون.

إعلان

ورغم حصول رئيس الوزراء على تفويض البرلمان، فإن المعارضة لخطوته كانت شديدة وحتى من داخل حزبه.

وفي بيان صدر بعد التصويت في البرلمان والذي فازت فيه الحكومة بمساعدة أحزاب المعارضة المؤيدة لأوروبا، قال تسيبراس إن لديه تفويضا قويا لاستكمال المفاوضات للتوصل لاتفاق قابل للتطبيق من الناحية الاقتصادية وعادل من الناحية الاجتماعية".  

ولم يشر تسيبراس إلى المعارضين في صفوف حزبه سيريزا اليساري، والذين امتنعوا عن تأييد الإجراءات، ولكنه قال إن تركيزه على استكمال المفاوضات.

وقد وصف نواب المعارضة بالبرلمان حزمة الإصلاحات التي يعتزم تسيبراس المضي بها بأنها أسوأ من تلك التي رفضتها البلاد سابقا، وأدى الرفض لإقامة استفتاء شعبي، ووصفوا تسيبراس بأنه "ساذج" إن كان يتخيل بأنه سيحصل على اتفاق أفضل من ذاك الذي حصلت عليه المعارضة عندما كانت في الحكم.

وقال النائب عن حزب تو بوتامي (أحد أحزاب الوسط) "اضطررنا للتصويت بنعم. إنه اتفاق سيئ ولكن إما هذا الاتفاق أو الكارثة".

ووصل الأمر إلى حد مطالبة زعيم الحزب الاشتراكي الأسبق إيفانجيلوس فينيزيلوس لوزير المالية بحكومة تسيبراس بالاعتذار عن وصفه الحكومة السابقة بأنها "عديمة الكفاءة".

ويبدو أن اقتراح تسيبراس الذي قدمته الحكومة قبيل العطلة الأسبوعية، وفي إطار زمني ضيق، سوف يحدد مستقبل اليونان بمنطقة اليورو. كما يأتي في إطار جهد لنيل الموافقة على خطة إنقاذ أمدها ثلاث سنين وبقيمة 59 مليار دولار.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان