النظام السوري كثف استخدامه الغازات السامة ضد المدنيين

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن معارضين للرئيس السوري بشار الأسد اتهموا نظامه باتباع أسلوب العقاب الجماعي ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة عن طريق قصفها بمواد كيميائية.
واستشهدت الصحيفة بتقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية التي قالت إن نظام الأسد ربما يكون استخدم غاز الكلور في مناطق من محافظة إدلب في ثلاث غارات جوية على الأقل خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، بعد أن سقطت تلك المناطق بأيدي المعارضة المسلحة.
ووصفت الصحيفة فصائل المعارضة المسلحة -التي انتزعت مناطق بإدلب من سيطرة النظام- بأنها "قوية" وتمكنت من تكبيد قوات النظام خسائر موجعة في مناطق بشرقي وشمالي البلاد.
وكانت بلدان غربية عديدة قد اتهمت نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة في حربه على المعارضين خلال أربع السنين الماضية -من ضمنها هجوم بغاز السارين عام 2013- على مناطق قرب العاصمة دمشق ذهب ضحيته المئات.
بينما يناقش مجلس الأمن الخطوات المقبلة بإيقاع بطيء كالسلحفاة، تتساقط المواد الكيميائية السامة كالمطر على رؤوس المدنيين في سوريا |
وأوضحت الصحيفة أن المنظمات الحقوقية تتهم النظام باستخدام مواد كيميائية معبأة في براميل متفجرة تلقى من الجو، وهي عادة إما براميل تستخدم لنقل الزيوت أو أسطوانات غاز طبخ معدلة وتملأ بمواد كيميائية سامة مثل غاز الكلور، وتلقى على المناطق المأهولة بالسكان وقد أصابت في مناسبات سابقة حتى المستشفيات والأسواق، مما أدى لمقتل آلاف السوريين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له- قد أعلن الأربعاء الماضي مقتل 24 شخصا من ضمنهم أطفال بقصف بالبراميل المتفجرة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في إدلب وحلب.
وأوضح تقرير هيومن رايتس ووتش أن المنظمة لم تستطع التأكد من نوع الغازات السامة التي استخدمها النظام السوري مؤخرا، ولكنها ترجح بأنه غاز الكلور بناء على التفاصيل التي حصلت عليها من أطباء عالجوا الجرحى. وبناء على شهادات الأطباء أيضا فقد قدرت المنظمة وقوع 24 هجوما خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين ربما يكون قد استخدم فيها غازات سامة، ونتج عنها مقتل خمسمئة شخص.
وقال مدير الأزمات والدفاع في المنظمة فيليب بولوبيون في التقرير "بينما يناقش مجلس الأمن الخطوات المقبلة بإيقاع بطيء كالسلحفاة، تتساقط المواد الكيميائية السامة كالمطر على رؤوس المدنيين في سوريا".
ودعا بولوبيون مجلس الأمن لفرض عقوبات على النظام السوري بسبب الهجمات التي يشنها على المدنيين.
وكان النظام السوري قد وافق عام 2013 على نزع ترسانته الكيميائية وشحنت إلى خارج سوريا، لكن المفتشين الدوليين وجدوا آثارا لغاز الأعصاب في إكس (VX) وغاز السارين في أحد مواقع البحوث العسكرية السورية الشهر الماضي.