انعكاسات الاتفاق النووي مع إيران بصحف أميركية وبريطانية
تناولت صحف بريطانية وأميركية الاتفاق المبدئي بين إيران والغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، وتباينت آراء الصحف بشأن انعكاسات الاتفاق في المنطقة والعالم، وأشار بعضها إلى استمرار إيران في السعي لبسط نفوذها ولصناعة أسلحة نووية.
فقد نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالا للكاتب دفيد روثكوف قال فيه إن الاتفاق النووي المبدئي يستحق الاحتفاء لكنه يعتبر جزءا بسيطا من أحجية أكبر، وأوضح أن هدف الصفقة كان هو الحد من خطر انتشار الأسلحة النووية في المنطقة ولكن لا يبدو أن هذا سيحدث، وأن هذه نقطة ضعف في هذا الاتفاق المبدئي.
وأضاف الكاتب أن أكبر تهديد تشكله إيران لا يتمثل في تطويرها الأسلحة النووية فحسب، بل يتمثل في إستراتيجيتها النشطة والعدوانية الطويلة الأجل لبسط نفوذها على المنطقة بأي وسيلة.
وأوضح أن إيران مستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود في تقديم دعم بشكل منهجي لوكلاء لها في المنطقة مثل حزب الله في لبنان ونظام الأسد في سوريا وجماعة الحوثي في اليمن والمليشيات والسياسيين الشيعة في العراق.
كاتب أميركي: الولايات المتحدة وإيران عندما سعتا لاتفاق للحد من التقنية النووية لدى طهران، فإن المتفائلين ظنوا أن الصفقة قد تفتح الطريق لتقارب أوسع بين البلدين، لكن ذلك لم يحدث |
فوضى
من جانبها نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية مقالا للكاتب دويل مكمناص قال فيه إن الولايات المتحدة وإيران عندما بدأتا بالسعي نحو اتفاق للحد من التقنية النووية لدى طهران، فإن المتفائلين ظنوا أن الصفقة قد تفتح الطريق لتقارب أوسع بين البلدين، ولكن ذلك لم يحدث.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة وإيران تجدان نفسيهما على طرفي نقيض بشأن معظم الصراعات التي أدت بالعالم العربي إلى حالة من الفوضى.
وأضاف أن بعض المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الاتفاق النووي الذي أبرم الأسبوع الماضي سيؤدي إلى مزيد من الصراع مع إيران في قضايا أخرى.
وأوضح أنه بات على الولايات المتحدة أن تسارع لإصلاح التحالفات القديمة مع ألد أعداء إيران الذين أبدوا استياءهم من التقارب الأميركي الإيراني كالسعودية ومصر.
وقال الكاتب إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بحاجة لأن تظهر لحلفائها أنها لا تعطي إيران مرورا بالمجان.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة صنداي تلغراف مقالا للكاتب كريستوفر بوكر تساءل فيه عن الفوضى المهينة التي يتسبب فيها الغرب عن طريق سياساته في الشرق الأوسط.
وأوضح الكاتب أن الغرب متحالف في العراق مع الشيعة المدعومين من إيران ضد السنة في تنظيم الدولة الإسلامية، وأن الغرب متحالف في اليمن مع السنة ضد الشيعة المدعومين من إيران.
وأضاف الكاتب أن الغرب سعى جاهدا للحصول على هذا الاتفاق دون الانتباه إلى انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وأضاف أن أكثر من ألف إيراني تعرض للإعدام منذ وصول الرئيس حسن روحاني إلى سدة الحكم، بينما يستمر الغرب بوصفه بالإصلاحي المعتدل.
وقال الكاتب إن إيران تجر الغرب من أنفه في كل اتجاه، وإنها تؤسس لنفسها وضعا قويا جدا في المنطقة، وإن هذا يعد أمرا خطيرا.
كاتب بريطاني: لدى الغرب اتفاق نووي مع إيران، ولدى إيران القدرة على صنع القنبلة النووية باتفاق أو دونه |
قنبلة نووية
من جانبها نشرت صحيفة ذي صنداي تايمز مقالا للكاتب جيمس روبين قال فيه إن لدى الغرب اتفاقا نوويا مع إيران، وإن لدى إيران القدرة على صنع القنبلة النووية باتفاق أو دونه.
وأوضح الكاتب أن إيران قادرة على تحقيق طموحاتها المتمثلة في الحصول على السلاح سواء حصل اتفاق أو لم يحصل، وأنه تم تجاهل هذه الحقيقة الكامنة عند مناقشة الاتفاق المبدئي.
وأشار الكاتب إلى أن قادة إسرائيليين سبق أن حذروا من أن أهم خطوة في البرنامج النووي الإيراني هو امتلاك طهران القدرة الهندسية لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع سلاح صغير.
وأضاف أنه إذا ما فعلت إيران ذلك، فإنها تكون قد تغلبت على التحدي الأكثر صعوبة وأصبحت دولة نووية فعالة.
وقال إن قادة إسرائيليين يرون ضرورة استخدام القوة العسكرية للتأكد من عدم عبور طهران عتبة السلاح النووي.