إندبندنت: دعوة السيسي لبريطانيا إهانة للمصريين

British Prime Minister David Cameron (L) welcomes Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi (R) to 10 Downing Street in London, Britain, 05 November 2015. An estimated 20,000 British citizens remain in Sharm el-Sheikh, including at least 9,000 holidaymakers, as flights to Britain were suspended following the death of 224 people in last week's crash of a Russian passenger plane. Cameron is expected to discuss the resort's air security during talks with Egyptian President Abdel-Fattah al-Sisi.
كاميرون (يسار) يستقبل السيسي بمقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت بلندن (الأوروبية)

واصلت الصحافة البريطانية استنكارها لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى لندن ولقائه رئيس الوزراء ديفد كاميرون، حيث اعتبرت صحيفة إندبندنت دعوة السيسي إلى مقر الحكومة بمثابة "إهانة لكل المصريين الذين يرزحون تحت حكمه".

وفي مقال للكاتب وائل إسكندر نشرته الصحيفة، فإن نظام السيسي يمثل "الدولة البوليسية الأكثر وطأة" في تاريخ مصر الحديث، مضيفا أنه بينما يلقى السيسي الترحيب بمقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت بلندن فإن 378 عائلة في مصر تبحث عن أحبائها من المختفين قسريا على يد نظامه بين أبريل/نيسان، وسبتمبر/أيلول الماضيين، فضلا عن الكثير من الحالات الأخرى.

وذكر المقال أنه تم اعتقال أكثر من أربعين ألف شخص منذ الانقلاب على السلطة عام 2013، ومن بين تلك الحالات لا يحظى سوى القليل باهتمام دولي، مثل محمود حسين الذي اعتقل دون تهمة لمدة عامين تقريبا لارتدائه قميصا يحمل شعار "لا للتعذيب".

وأضاف أن النظام المصري ينتهك الحريات الصحفية، حيث لا يسمح سوى لوسائل الإعلام المصرية المنحازة له بالعمل، كما يكافئ الإعلاميين المؤيدين له، مستشهدا بقصة أحد مقدمي البرامج عندما هدد الناشطين المعارضين للنظام وأذاع مكالماتهم الهاتفية الخاصة، حيث أصبح الآن عضوا في البرلمان كمكافأة له.

إعلان

وبعد استشهاده بالعديد من حالات الاعتقال وعمليات القتل الجماعي وأحكام الإعدام الجماعي وعمليات الإخلاء القسري لسكان سيناء من منازلهم اعتبر الكاتب أن دعوة السيسي لا تمثل إهانة لجميع المصريين فحسب، بل أيضا للمواطنين البريطانيين "الذين لا يريدون مد يد العون للطغاة".

ورأى الكاتب أن لندن تقدم بذلك مصالحها على حقوق الإنسان، وقال ساخرا "يجب أن يكون هناك شيء اكتسبته المملكة المتحدة مقابل الإصرار على دعوة طاغية، ربما زيادة مبيعات الأسلحة إلى مصر، أو عقد صفقة مثل منح شركة بريتش بتروليوم نسبة 100% من حقول النفط المكتشفة، أو ربما شيء آخر".

(يمين)(الأوروبية)
(يمين)(الأوروبية)

صحفيان اثنان
وكان الصحفي البريطاني مايكل ديكون قد كتب مقالا ساخرا في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية قال فيه إن المؤتمر الصحفي الذي جمع بين كاميرون والسيسي لم يحضره سوى صحفيين بريطانيين اثنين، إلى جانب الصحفيين المصريين الذين أحضرهم السيسي معه، واصفا ذلك بأنه "مؤتمر صحفي بلا صحفيين".

وعلق ديكون على عدم دعوة الصحفيين البريطانيين قائلا "إن كاميرون ربما أراد حمايتنا من السيسي الذي يحمل سجلا حافلا في سوء معاملة الإعلام الحر".

وأضاف أن مباحثات كاميرون مع السيسي لم تمتد أكثر من ساعة واحدة على الغداء قبل أن يترك ضيفه في مكتب رئاسة الوزراء ليحضر حفل تسلم جائزة أهم برلماني، وعلق بالقول "لا بد أن السيسي شعر بالفخر لأن كاميرون قد منحه ساعة من جدوله المشحون!".

المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان