"فوبيا الأمن" تدفع إسرائيل لبحث "السور الواقي 2"

An Israeli female soldier reacts at the scene where a Palestinian stabbed and killed an Israeli soldier at a petrol station before he was shot dead by soldiers near the West Bank village of Khirbit Al-Misbah between Jerusalem and Tel Aviv November 23, 2015. REUTERS/Ammar Awad
الخوف ينتاب جنود الاحتلال من غضب أصحاب الحقوق المسلوبة (رويترز)

بات هاجس الأمن الشغل الشاغل لسلطات الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام مع استمرار هبة الأقصى، كما أصبح الحديث اليومي الرئيسي لمختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية التي نقلت اليوم عن وزير التعليم وزعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت الدعوة إلى اجتياح مدينة الخليل، تمهيدا للقيام بعملية "سور واق" ثانية على غرار ما قامت به قبل 13 عاما.

وقال بينيت في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي "يجب منع حركة الفلسطينيين على الطرق والشوارع العامة في الضفة الغربية لتوفير الحماية للمستوطنين، كما يجب ضم التجمع الاستيطاني غوش عتصيون إلى إسرائيل بعد أن شهد سلسلة عمليات فلسطينية دامية في الآونة الأخيرة".

وأكد أن الخطوة الضرورية الثالثة "لا بد أن تكون عملية سور واق ثانية، في ظل وجود بنية تحتية فلسطينية للتحريض على تنفيذ العمليات تتمثل في المساجد والإذاعات المحلية، ويجب إغلاق أي مسجد يحرض على قتل اليهود فورا، وكما نجحت عملية السور الواقي الأولى في مارس/آذار 2002 بوضع حد لظاهرة العمليات الانتحارية، فإن القيام بعملية مشابهة كفيل بالقضاء على العمليات الحالية".

‪سلطات الاحتلال تفكر في إبعاد منفذي العمليات إلى غزة‬ (أسوشيتد برس)
‪سلطات الاحتلال تفكر في إبعاد منفذي العمليات إلى غزة‬ (أسوشيتد برس)

كلاب وحصار
لكن صحيفة معاريف نقلت عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عدم تأييده مقترح بينيت، شريكه في الائتلاف الحكومي، تنفيذ عملية جديدة من السور الواقي، ونقلت عنه قوله إن الوضع الأمني والميداني اليوم في الضفة الغربية "يختلف عما كان عليه قبيل الخروج إلى عملية السور الواقي الأولى عام 2002".

على الرغم من ذلك قال الخبير العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم" إن الجيش الإسرائيلي سيبدأ في وضع مكعبات إسمنتية في شوارع الضفة الغربية حتى يتمكن الجنود الإسرائيليون من إجراء الفحص والتفتيش الأمني للفلسطينيين.

وأوضح أن خطة الجيش الإسرائيلي تتضمن حملات أمنية مكثفة في الشوارع والطرق العامة التي يسلكها المستوطنون الإسرائيليون في مختلف مناطق الضفة الغربية، وإصلاح الثغرات في الجدار الفاصل على طول حدود الضفة والتي يستغلها الفلسطينيون للدخول من مدنهم إلى داخل إسرائيل "بطرق غير قانونية".

ويرى أن هذه الإجراءات من شأنها أن تفاجئ المسلحين الفلسطينيين والتضييق عليهم، كما سيقوم الجيش بخطوات إضافية للفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الطرق العامة، مع إمكانية تنظيم تنقلات لمركبات المستوطنين لمحاولة التقليل قدر الإمكان من الخطر عليهم.

وفي الصحيفة نفسها كتب دان مرغليت مقالا طالب فيه بوضع الكلاب البوليسية على مفترقات الطرق في الضفة الغربية "لأنها كفيلة ببث الخوف في نفوس الفلسطينيين الذين يفكرون في تنفيذ عمليات معادية ضد الجنود الإسرائيليين، الذين يعرفون جيدا كيف يستخدمون هذه الكلاب".

‪هبة الأقصى تتواصل رغم الاستنفار الأمني الإسرائيلي‬ (رويترز)
‪هبة الأقصى تتواصل رغم الاستنفار الأمني الإسرائيلي‬ (رويترز)

سلاح الإبعاد
ونقلت معاريف عن ضابط إسرائيلي كبير شارك في جلسة مداولات للقيادة العسكرية الإسرائيلية العليا أمس قوله إن المشاركين في الجلسة "بحثوا بجدية إمكانية إبعاد عائلات منفذي العمليات الفلسطينية إلى قطاع غزة، وحرمان أقارب منفذي العمليات من السفر بصورة طبيعية إلى الأردن وزيادة حملات الاعتقالات في صفوف حماس في الضفة الغربية".

أما المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت فقال إن مسؤولين في الإدارة الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومنسق العمليات الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وضباطا كبارا في الجيش الإسرائيلي، لديهم قناعة بأن إغلاقا شاملا للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية سيسفر عن نتائج أليمة، وقد يتسبب في ارتفاع الهجمات الفلسطينية الفردية، التي عجز الجيش الإسرائيلي أو جهاز الأمن العام (الشاباك) عن إيجاد حل لها.

ونسبت الصحيفة إلى هؤلاء رأيا يقول إن أي ضغط أمني أو معيشي متزايد على الفلسطينيين في الضفة الغربية "ربما يجبر آلاف المسلحين من حركة فتح على الانضمام للأحداث الجارية، أو بداية لنهوض خلايا حركة حماس التي ما زالت حتى الآن خارج إطار المعركة الجارية". وقال المراسل العسكري للصحيفة يوآف زيتون "إن التجربة التاريخية مع الفلسطينيين تبلغنا أن نتائج الإغلاق عليهم تأتي بنتائج عكسية على الإسرائيليين".

تحريض
ومن فلسطين المحتلة إلى الولايات المتحدة ظلت المخاوف الإسرائيلية حاضرة في صحف اليوم حيث حذرت معاريف من تحول الجامعات الأميركية إلى معقل لأنشطة معادية لإسرائيل ومتعاطفة مع الفلسطينيين، وكتب تسفيكا كلاين مقالا يقول فيه "إن المؤسسات الجامعية في الولايات المتحدة تشهد حالة من زيادة التشهير بإسرائيل".

ونقل عن التقرير السنوي لـ"رابطة مكافحة التشهير" أن العام الدراسي الجامعي الأخير في الولايات المتحدة شهد تنظيم أكثر من 150 فعالية معادية لإسرائيل. في حين بلغت الأنشطة المشابهة لها العام السابق 105 منها  15 فعالية "حظيت برعاية كاملة من قبل إدارة الجامعات الأميركية أو بعض إداراتها، و10% على الأقل من هذه الأنشطة نفذتها مجموعات طلابية تعلن أن هدفها الأساسي هو التشهير بإسرائيل، وعزلها ونزع الشرعية عنها".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية

إعلان