يديعوت: حماس تتسبب بصراع بين الشاباك وأمان
عوض الرجوب-رام الله
لا يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يلقي بظلاله على الساحتين السياسية والأمنية في إسرائيل. فبعد إسهاب الصحف في الأيام الأخيرة في الحديث عن إخفاقات الحرب وصراع السياسيين، تنتقل اليوم إلى المعارك الداخلية في أجهزة الأمن. كما تناولت هذه الصحف فرص نجاح التحالفات الدولية في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
فقد خصصت صحيفة يديعوت خبرها الرئيسي للحديث عن "معارك" اثنين من أهم أجهزة الأمن الإسرائيلية على خلفية تقدير خطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل الحرب على غزة، وهما جهاز الأمن العام (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان).
ويتلخص محور الصراع في التقديرين المتناقضين للجهازين فيما إذا كانت هناك أخطار في غزة، موضحة أن الشاباك قدر أن حماس معنية بالحرب، في حين قدرت شعبة الاستخبارات أنه لم يكن أي أخطار.
وتنقل الصحيفة عن من وصفته بضابط كبير في شعبة الاستخبارات قوله إن الحديث عن أخطار "قصة لا أساس لها من الصحة"، مضيفا "هذا اختلاق من العدم". أما في "الشاباك" فتورد الصحيفة أنهم يصرون على موقفهم بوجود أخطار.
وفي سياق ذي صلة أفادت الصحيفة بأن لجنة رقابة الدولة وجهت أمس مراقب الدولة القاضي المتقاعد يوسف شبيرا بفحص سلوك المجلس الوزاري السياسي الأمني أثناء الحرب، والتركيز على تهديد الأنفاق الهجومية لحماس.
كما تنقل ذات الصحيفة في عنوان آخر عن جنود وجهوا شكوى إلى رئيس الوزراء بنامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون ورئيس الأركان بني غانتس بأنهم يعيشون مصاعب اقتصادية حقيقية، وأن رواتبهم العسكرية لا تكفي لاحتياجاتهم الأساسية، مما اضطرهم إلى التوجه إلى منظمات الإغاثة واستجداء الغذاء منها.
في سياق متصل، اعتبرت صحيفة إسرائيل اليوم أن منطقة غلاف غزة "فوق برميل متفجرات"، مضيفة أن الأسابيع الأخيرة تظهر أن الحكومة الإسرائيلية ليست عندها لا سياسة ولا إستراتيجية.
واتهمت الحكومة بأنها "لا تستغل النصر العسكري المزعوم في الحرب الأخيرة لأجل تسوية سياسية تمنح سكان غلاف غزة الهدوء والأمن والرخاء لعشرات السنين".
لسنا مستهدفين
من جهة أخرى تابعت الصحف الإسرائيلية ما وصفته بخطر تمدد تنظيم الدولة الإسلامية، لتنقل صحيفة هآرتس عن ضابط وصفته بالرفيع المستوى قوله إن إسرائيل ليست مستهدفة الآن لأن التنظيم مشغول بتثبيت أركان سيطرته في سوريا والعراق.
ويسرد الضابط معلومات استخبارية عن التنظيم فيقول: التنظيم ينشئ أحلافا مع قبائل ومنظمات، ويسيطر على نحو 60 حقلا نفطيا فاعلا ويُقدر الدخل اليومي منها بثلاثة إلى ستة ملايين دولار.
وعن تنظيم الدولة أيضا، لم يستبعد أفرايم كام في صحيفة إسرائيل اليوم نجاح الحلف الذي أنشأته الولايات المتحدة في صد التنظيم، لكنه شكك في قدرتها على اقتلاع التنظيم من الجذور.
وتحدث الكاتب عن مشكلات تواجه الحلف منها المصالح المتضاربة لأعضائه، ورفض بعضهم تنفيذ أعمال عسكرية برية في العراق وسوريا، وحالة الضعف التي تعيشها قوات الأمن العراقية، فضلا عن مشكلات في تجنيد زعماء القبائل السنية ضد تنظيم الدولة.
وفي افتتاحيتها اعتبرت يديعوت أن الولايات المتحدة أضاعت في ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما الكثير من الوقت على قضايا وصفتها بالهامشية كالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بعيدا عن الصراعات الحقيقية التي تحاول أن تواجهها الآن بحلف يأبى أن ينشأ.
وأضافت أن عدم فهم نظام أوباما للشرق الأوسط يُبعد كل شريك محتمل عن هذا الحلف لأنه يخشى أن يخونه الأميركيون ويتخلون عنه كعادتهم.