أميركا تنزلق بالمستنقع لمواجهة تنظيم الدولة
تناولت صحف أميركية وبريطانية بالنقد والتحليل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأشار بعضها إلى بدء انزلاق الولايات المتحدة في المستنقع العراقي والمنطقة، وإلى كيفية العمل على دحر التنظيم.
فقد أوضحت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كشف في خطابه الذي ألقاه الأسبوع الماضي عن إستراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة، وقالت إن أوباما وعد الأميركيين بعدم إرسال قوات قتالية برية من بلاده في هذه المهمة.
وأشارت الصحفية في افتتاحيتها إلى أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي صرح بما يختلف عن وعد أوباما، وأن ديمبسي قال إن المستشارين العسكريين الأميركيين العاملين مع القوات العراقية قد يشاركون في مهمات قتالية ضد مسلحي تنظيم الدولة إذا لزم الأمر.
ساينس مونيتور: لا يمكن للحملة الجوية تدمير تنظيم الدولة بالقنابل، وقد يصعب إقناع العراقيين والسوريين بأن الحرب من أجلهم، فيكونوا عونا للتحالف لا عبئا عليه |
مشاكل التحالف
كما أشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن تنظيم الدولة هدد بقتل الجنود الأميركيين إذا اشتركوا في الحملة الدولية، وأن هذا التهديد من خلال شريط فيديو جاء بعد خطاب أوباما وتلويحه بإضعاف تنظيم الدولة وإلحاق الهزيمة به.
من جانبها أوضحت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواجهون مشاكل في حملتهم العسكرية الدولية ضد تنظيم الدولة، وأبرزها أن الحملة الجوية لا يمكنها تحقيق الأهداف المرجوة في إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، مما يستدعي نشر قوات برية على الأرض، وبالتالي الانزلاق في المستنقع.
وأضافت أن الولايات المتحدة تواجه أيضا مشكلة تتعلق بتدريب المعارضة المعتدلة في سوريا، وهي تتمثل في عدم إمكانية تمييز ومعرفة من هم المعارضون المعتدلون في البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية على مدار ثلاث سنوات وسط تردد أميركي دولي في التدخل لوقفها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مشكلة ثالثة تواجه الولايات المتحدة في حملتها ضد تنظيم الدولة، تتجسد في مدى تمكنها من تشجيع العراقيين والسوريين كي يدركوا أن هذه الحرب هي حربهم وأنها من أجلهم، وذلك كي يكونوا عونا للتحالف لا عبئا عليه.
وفي السياق ذاته، وصفت صحيفة ذي غارديان البريطانية مسلحي تنظيم الدولة بأنهم مجموعة متطرفة وحشية، وحذرت من أن مقاتلة التنظيم قد تأتي بنتائج عكسية كارثية، وأنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بهم من خلال القنابل والرصاص حتى لو تمت مواجهتهم في العراق أو ملاحقتهم إلى داخل سوريا من خلال قوات برية غير غربية وبدعم جوي غربي.
ودعت الصحيفة في المقابل إلى تعطيل نمو تنظيم الدولة من خلال التركيز على الشرائح التي يجندها التنظيم عبر شرائط الفيديو على الإنترنت.
كما دعت إلى إنشاء وقف دولي لدفع الفدى لتحرير الرهائن التي قد تقع ضحية التنظيم، وتركه ينشئ دولته الفاشلة التي ستنتحر تلقائيا.