صحف أميركية: لماذا العودة إلى العراق؟
هيمنت الأزمة العراقية المتفاقمة على اهتمامات الصحف الأميركية، والتي تناولتها بالنقد والتحليل، ووصف بعضها قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل العسكري في العراق بالصائب، وأشار إلى الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية، وتساءلت أخرى عن سر العودة إلى العراق.
فقد وصفت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها قرار الرئيس أوباما الذي يقضي بالتدخل العسكري الجوي في العراق بالصائب، وقالت إنه قرار يأتي لمنع حدوث إبادة جماعية محتملة في شمالي البلاد، ومنع زحف مسلحي تنظيم الدولة على العاصمة العراقية بغداد أو عاصمة إقليم كردستان أربيل.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن خطة أوباما تبقى ناقصة إلا إذا تمكنت الإدارة الأميركية من القضاء على خطر تنظيم الدولة وعالجت الأزمات الأخرى المتفاقمة في المنطقة.
من جانبها، أشارت صحيفة واشنطن تايمز أن تنظيم الدولة هدد الولايات المتحدة، ووعد برفع العلم الإسلامي في البيت الأبيض الأميركي.
لوس أنجلوس تايمز: أوباما يريد أن يضع حدا للممارسات الوحشية لمسلحي تنظيم الدولة الذين هددوا بمسح أقليات في العراق من الوجود |
ممارسات وحشية
وفي سياق الأزمة ذاتها، تساءلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في افتتاحيتها عن سر العودة الأميركية إلى العراق، وقالت إن أوباما يريد أن يضع حدا للممارسات الوحشية لمسلحي تنظيم الدولة الذين هددوا بمسح أقليات في العراق من الوجود.
لكن الصحيفة أعربت عن الخشية من أن تتحول خطة الطوارئ الإنسانية التي ينوي أوباما تنفيذها في العراق إلى حملة عسكرية طويلة المدى.
من جانبها، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتبة مورين داود تساءلت فيه عن العودة الأميركية لبغداد، وقالت إن الأميركيين قد لا يتفقون على الاسم الذي يطلقونه على العدو في العراق. وأوضحت أن كل ما يعرفه الأميركيون هو أن هناك قوة همجية وحشية تتمثل في مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وتنتشر في العراق ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب بروس دوذات انتقد فيه قرار أوباما التدخل في العراق، وقال إن الولايات المتحدة ستبدو كأنها القوة الجوية للمليشيات الشيعية، وبالتالي توصم بالتبعية لجمهورية إيران الإسلامية.
لكن الكاتب قال إن الأوضاع الإنسانية المتعلقة بالخطر الذي تتعرض له الأقليات في العراق تستدعي التدخل، وخاصة في ظل الوحشية التي يمارسها المسلحون.
يٌشار إلى أن الجيش الأميركي قال إن طائراته نفذت غارات جوية على مركبات عسكرية وأهداف أخرى لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، وتوالت الدعوات المطالبة للعراقيين بالتوافق لأن ذلك المخرج الوحيد من الأزمة الحالية.
وأكد الجيش الأميركي أن الغارات ساعدت في الدفاع عن أفراد من الطائفة الأيزيدية كانوا عرضة "لهجوم دون تمييز" من قبل مسلحي تنظيم الدولة.