فوز السبسي يتصدر عناوين الصحف التونسية
هشام عبد القادر-تونس
تصدر فوز الرئيس المنتخب الباجي قايد السبسي برئاسة تونس الصحف التونسية الصادرة اليوم، وأبرز بعضها تصريحاته التي قال فيها إنه سيكون رئيسا لكل التونسيين والتونسيات، وكذلك تهنئة الرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي له بالفوز، ودعوتهما للتهدئة، ودعوة الشيخ راشد الغنوشي التونسيين للاصطفاف وراء السبسي.
وعن تشكيل الحكومة المقبلة، قال الغنوشي للصحيفة إن حركة النهضة ما زالت تدعو إلى حكومة وحدة وطنية تجمع كل الأطراف السياسية. وعن إمكانية تحالف النهضة مع حزب السبسي نداء تونس الفائز بالانتخابات التشريعية، أكد الغنوشي أن هذه المسألة سابقة لأوانها، موضحا أن حزبه لم يجر مشاورات مع النداء حول تشكيل الحكومة القادمة أو المشاركة فيها.
بدورها نقلت صحيفة "آخر خبر" عن رئيس الحكومة المؤقتة المهدي جمعة تأكيده في حوار أجرته معه، التزام الدولة بحماية الشرعية الديمقراطية وتأمين انتقال السلطة.
المسنون والنساء
وكتبت الصحيفة عن الملامح العامة للناخبين الذين أفرزت أصواتهم السبسي رئيسا للجمهورية الثانية، تقول إن كبار السن أنقذوا السبسي والنساء رجّحن كفته، "حيث نجح السبسي في مخاطبة المرأة بمنطق المنقذ والحامي، أما التصويت الشبابي فلم يشفع للمرزوقي".
أما صحيفة "الشروق" فقد أبرزت، تحت عنوان رئيسي هو "انتصار ساحق للسبسي"، تصريحات له بعد فوزه قال فيها إنه سيكون رئيسا لكل التونسيات والتونسيين، كما أبرزت تهنئة المرزوقي له ودعوته إلى التهدئة، مشيرة إلى الاحتفالات في جميع الجهات.
وكتبت صحيفة "الصباح" تقول إن الوجه الآخر لنتائج الانتخابات تمثل في انتصار تيار الإصلاحيين على الثوريين، كما تساءلت عن أية خيارات سياسية للمرزوقي بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية.
من جهتها، قالت صحيفة "المغرب" تحت عنوان "الباجي قايد السبسي خصال كبيرة وتحديات أكبر"، إن السبسي انتقل من رئاسة الحكومة المؤقتة إلى رئاسة حزب نداء تونس إلى انتخابه أول رئيس للجمهورية الثانية، مشيرة إلى أن أهم التحديات التي تواجه السبسي هي أن يحقق لأول مرة في تاريخ تونس ما أسمته الدولة المحايدة، دولة الكفاءات لا دولة الولاءات والمحاصات.
أما صحيفة "الصريح" فقد اعتلى صفحتها الأولى عنوان "سي الباجي رئيسنا"، وقالت إن النساء كن أكثر تصويتا للسبسي، بينما كان الرجال أكثر تصويتا للمرزوقي.
الغنوشي: حركة النهضة ما زالت تدعو إلى حكومة وحدة وطنية تجمع كل الأطراف السياسية |
ثمن الأخطاء
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب الصحفي عبد الباري عطوان، قال فيه إن المرزوقي دفع ثمن أخطاء صعبة، أبرزها -بحسب رأيه- تسليم حكومته رئيس وزراء ليبيا السابق البغدادي المحمودي الذي استجار بـتونس إلى دولة فاشلة تسودها الفوضى وتتحكم فيها المليشيات، مقابل حفنة من الفضة وهو -أي المرزوقي- الرجل الذي قضى معظم شبابه مدافعا عن الحريات وحقوق الإنسان.
وقال عطوان أيضا إن المرزوقي أساء التقدير عندما استضاف الاجتماع الأول لمجموعة أصدقاء سوريا في عاصمة بلاده استجابة لضغوط من تركيا وأميركا، وأغلق السفارة السورية في تونس وطرد طاقمها وعرض اللجوء على الرئيس بشار الأسد، ثم غض الطرف عن تدفق أكثر من سبعة آلاف تونسي للقتال في صفوف الجماعات الجهادية في سوريا.
وقال عطوان إن المطلوب من الرئيس التونسي الجديد هو أن ينحاز إلى الفقراء والمعدمين، وأن يعزز قيم العمل والعدالة الاجتماعية ويوفر فرص العمل للعاطلين ويحارب الفساد، وأن يكون أبا لجميع التونسيين كرد جميل للشعب الذي انتخبه.
وأضاف "ولا ننسى التأكيد على حتمية وقوف تونس الجديدة إلى جانب قضايا الحق والعدالة والحريات، وأولها قضية فلسطين التي كان الشعب التونسي وما زال من أكثر المخلصين والداعمين الأوفياء لها في كل الحقب والعصور، واعتبرها قضيته الأولى".