تباين بالصحف الأميركية إزاء تقارب واشنطن وهافانا
أولت افتتاحيات ومقالات الرأي بالصحافة الأميركية الصادرة اليوم اهتماما كبيرا بالتقدم المفاجئ في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، بعد سنوات طويلة من الانقطاع وحرب باردة بين البلدين.
فقد كتبت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في افتتاحيتها أن الرئيس باراك أوباما وهو يعلن بدء العلاقات الرسمية مع كوبا أمس، أكد بأن تركيزه على الشعب الكوبي أكثر من نظام كاسترو، وأن العولمة -مثل الإنترنت- قد منحت الأفراد سلطات واسعة وهو ما يجعل الحكومات أقل أهمية لقوى التغيير.
وترى الصحيفة أن المفاجأة الكبرى ليست في الإعلان عن العلاقات الرسمية الجديدة بعد أكثر من نصف قرن، ولكن أن كوبا وأميركا استغرقتا وقتا طويلا جدا للحاق بركب التغيرات العالمية التي جعلت علاقاتهما المجمدة تبدو عتيقة جدا.
ومن جانبها اعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحرك أوباما لتطبيع العلاقات مع كوبا خطوة في الاتجاه الصحيح طال انتظارها، لكنها أكدت على أن عودة العلاقات الدبلوماسية ينبغي أن لا تؤخذ على أنها تأييد لانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة لنظام كاسترو أو سياساته المناوئة للديمقراطية.
وقالت إنه ينبغي على الكونغرس الآن أن يحذو حذو أوباما ويرفع الحصار الاقتصادي الذي بدلا من أن يسقط نظام كاسترو جعل الولايات المتحدة الدولة الناشزة في المجتمع الدولي الذي قبل كوبا.
واشنطن بوست: تحرك إدارة أوباما يقدم لنظام كاسترو خطة إنقاذ شاملة لا يستحقها، تتمثل في منحه كل ما يتمناه من عودة العلاقات الدبلوماسية كاملة ومراجعة مكان كوبا في قائمة الدول الراعية للإرهاب |
خطوة جريئة
وفي السياق أيضا، وصفت افتتاحية نيويورك تايمز تحرك أوباما، بعد أشهر من المفاوضات السرية مع الحكومة الكوبية، بأنه خطوة جريئة لإنهاء أحد أكثر الفصول خطأ في سجل السياسة الخارجية الأميركية، وبذلك تستهل إدارة أوباما حقبة تحول لملايين الكوبيين الذين عانوا لأكثر من خمسين سنة من العداوة بين البلدين. وقالت الصحيفة إن تلك الخطوة ستثري لا محالة النقاش في الكونغرس حول مزايا هذا الالتزام وسيثبت التاريخ أن أوباما كان محقا.
أما افتتاحية صحيفة واشنطن بوست فقد انتقدت تحرك إدارة أوباما بأنه يقدم لنظام كاسترو خطة إنقاذ شاملة لا يستحقها، تتمثل في منحه كل ما يتمناه من عودة العلاقات الدبلوماسية كاملة ومراجعة مكان كوبا في قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع القيود عن الاستثمار الأميركي والسفر إليها، وأضافت أن هذا التحرير سيمد هافانا بمصدر جديد من العملة الصعبة التي هي في أشد الحاجة إليها، وإزالة النفوذ الأميركي من أجل الإصلاحات السياسية هناك.
كذلك انتقدت مجلة فورين بوليسي هذه الخطوة من جانب إدارة أوباما لأن نظام كاسترو لم يقابلها بأي تنازلات ولا إعلان متبادل بالقدر نفسه من الأهمية، ولا اعتراف بمخاوف الولايات المتحدة بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان التي فرقت البلدين طوال خمسين عاما.