دعوة لإلغاء الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي
اهتمت الصحف الأميركية اليوم بالانتخابات النصفية للكونغرس التي ستجري غدا الثلاثاء، وتناولت تأثير أداء الرئيس باراك أوباما على دعم الناخبين لمرشحي حزبه الحزب الديمقراطي، ونشرت دعوة لإلغاء الانتخابات النصفية، وتحدثت عن نظريات المؤامرة المتصلة بالانتخابات في أميركا.
ونشرت نيويورك تايمز مقالا لديفد شانزر وجي سوليفان دعوا فيه إلى إلغاء الانتخابات النصفية لأسباب عديدة، وأشارا إلى أن الفائز من أي من الحزبين في انتخابات الكونغرس، التي ترافق الانتخابات الرئاسية، يخسر في العادة أمام الحزب الآخر في الانتخابات النصفية.
في هذا المقال دافع الكاتبان عن دعوتهما لإلغاء هذه الانتخابات النصفية، وأهم ما ذكراه أنه وفي العصر الراهن ومع انتشار وسائل الاتصال والإعلام وتطورها ليست هناك حاجة لنقل رغبات الناخبين -عبر الانتخابات- لمسؤوليهم كل عامين، كما أن تغيير نواب الكونغرس كل عامين ليس غير ضروري فقط، بل إنه ضار بسياسات البلاد بعد أن اتضح أن التأثير الرئيسي لهذه الانتخابات هو إضعاف الرئيس، وهو المسؤول الحكومي الوحيد، بخلاف نائبه، الذي يتم انتخابه من قبل الشعب كله.
وأشار الكاتبان إلى أنه قد اتضح تماما خلال العقود الماضية أن الناخبين في أميركا ينتخبون رئيسا بأجندة وُضعت بعناية، ثم وبعد سنتين فقط من تنصيبه تأتي الانتخابات النصفية وتعطل قدرته على تنفيذ تلك الأجندة.
لكن مقالا للكاتب جورج ويل في واشنطن بوست أشار إلى أن الناخبين في الانتخابات النصفية عادة ما يكونون من البيض وكبار السن والأغنياء مقارنة بانتخابات الكونغرس التي ترافق الانتخابات الرئاسية، وحذر الجمهوريين من أن مكاسبهم التي يتوقعونها في هذه الانتخابات ستكون مؤقتة لأن انتخابات 2016 سيشارك فيها ناخبون من الفئات التي لا تصوّت لهم في العادة.
وكتب شارلس بلاو في نيويورك تايمز أيضا أن الجمهوريين سيكسبون في هذه الانتخابات لأنهم استطاعوا استغلال عدم نجاح الإدارة الأميركية الراهنة في مجموعة من القضايا الخارجية والداخلية مثل ظهور واتساع تنظيم الدولة الإسلامية، والاعتداء الروسي على أوكرانيا، والاستجابة لأزمة إيبولا في أفريقيا والخوف الذي اجتاح أميركا جراء ذلك، وأزمة الأطفال من أميركا الوسطى الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وإدارة الدخل الداخلي، ومؤسسة التجسس، وبرنامج أوباما لإصلاح الرعاية الصحية.
كما نشرت لوس أنجلوس تايمز مقالا لجوزيف يوسينسكي وجوزيف بارينت عن نظريات المؤامرة المتعلقة بالانتخابات السائدة في أميركا، وقالا إن الشكوك حول أن الآخر -مهما يكن هذا الآخر جمهوريا أو ديمقراطيا- يقوم بتزوير الانتخابات بشتى الطرق موجودة منذ أن بدأت الانتخابات هناك. وقالا إن هذه الشكوك -وحتى لو كانت وهمية- لها أهميتها النفسية لتجاوز الهزيمة التي من الصعب تجاوزها بغير ذلك.