صحف: ميركل غاضبة من التنصت الأميركي
تناولت صحف أميركية ما سمته التنصت الأميركي على دول الحلفاء، وخاصة على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقال بعضها إن الألمان غاضبون بمن فيهم ميركل، وإن دولا أخرى مستاءة من التجسس الأميركي.
فقد قالت مجلة تايم إن المستشارة الألمانية اتصلت البارحة بالرئيس الأميركي باراك أوباما معاتبة إياه بشأن تقارير تحدثت عن قيام المخابرات الأميركية بمراقبة اتصالات ميركل التي تجريها عبر هاتفها المحمول.
وبينما قالت تايم إن البيت الأبيض ينفي أن تكون الولايات المتحدة تراقب اتصالات المستشارة الألمانية، نسبت لميركل قولها إنه إذا كان التقرير الذي نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية صحيحا، فإن الإجراء الأميركي يعتبر "خرقا جديا للثقة" بين البلدين الحليفين.
ونسبت تايم إلى المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني القول إن بلاده تثمن عاليا القيم العظيمة التي تتشارك فيها مع ألمانيا بشأن كثير من التحديات، مضيفا أن الولايات المتحدة لم تراقب اتصالات المستشارة الألمانية ولن تفعل ذلك.
وأضافت تايم أن مجلة دير شبيغل استندت في تقريرها على وثائق من وكالة الأمن القومي الأميركي سربها موظف المخابرات الأميركي السابق إدوارد سنودن.
صحيفة وصفت المكالمة الهاتفية بين ميركل وأوباما بأنها كانت محرجة للرئيس الأميركي بشكل شديد |
مكالمة محرجة
من جانبها وصفت صحيفة واشنطن بوست في تعليق لها المكالمة الهاتفية بين ميركل وأوباما بأنها كانت محرجة للرئيس الأميركي بشكل شديد، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة متهمة بالتجسس على حلفائها في أوروبا وأميركا الجنوبية، مما أثار موجة من الغضب لديهم، وخاصة لدى فرنسا والبرازيل.
وقالت الصحيفة إن الغضب الألماني جعل المستشارة تتصل بالرئيس الأميركي بشكل مباشر، وأوضحت الصحيفة أن من يعرف ما دار على وجه الدقة في المكالمة بين ميركل وأوباما هم ومساعدو كل منهما، وربما وكالة الأمن القومي الأميركي إذا كانت مخاوف المستشارة في محلها.
وفي سياق متصل بالتنصت الأميركي المفترض على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية، أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إلى أن هذه الخطوة الأميركية أثارت غضبا في الأوساط الألمانية، وفي دول أخرى حليفة للولايات المتحدة، في ظل الاتهامات الموجة لواشنطن بالتجسس على حلفائها.
يُشار إلى أن مدير المخابرات الأميركية جيمس كلابر سبق أن أكد أن مقالات نشرتها مؤخرا صحيفة فرنسية عن نشاطات تجسسية قامت بها وكالة الأمن القومي الأميركية في فرنسا، تحتوي على معلومات "غير دقيقة وخاطئة" عن نشاطات المخابرات الأميركية.
وقال كلابر، الذي يترأس 16 وكالة مخابرات ومن بينها وكالة الأمن القومي الأميركية "لن نتوسع في التفاصيل حول نشاطاتنا، ولكن قلنا بوضوح إن الولايات المتحدة تجمع عناصر استخبارية من نفس النوع الذي تجمعه كل الدول".
وأوضح المسؤول الأميركي أن بلاده تجمع معلومات من أجل حماية مواطنيها ومصالحهم، ومن أجل حماية حلفائها خصوصا من التهديدات الإرهابية أو من انتشار أسلحة الدمار الشامل، واستدرك قائلا "الولايات المتحدة تعير أهمية كبيرة لصداقتها الطويلة مع فرنسا، وسوف نواصل التعاون في مجال الأمن والمخابرات".