بيلين لعباس: بادر بحل السلطة


قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن كبير مهندسي اتفاق أوسلو الإسرائيليين حث القيادة الفلسطينية على إعلان وفاة عملية السلام التي ساعد في دفعها بعد إصدار بريطانيا إحدى أقوى إداناتها لسياسات الاستيطان الإسرائيلية.
فقد استحث يوسي بيلين الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتنفيذ تهديده بحل السلطة الفلسطينية، التي تشكلت بعد اتفاق أوسلو عام 1993، وإعادة تسليم السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وغزة لإسرائيل.
وقالت الصحيفة إن تدخل بيلين المفاجئ يعكس القلق الدولي المتزايد بأن بناء المستوطنات الإسرائيلية يقوض قابلية الحياة لحل الدولتين الذي قصدت به صيغة أوسلو إنهاء صراع الشرق الأوسط بإنشاء دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيلية.
وفي حين أن بيلين كان حذرا في لوم "المتطرفين" على كلا الجانبين لتدميرهم الاتفاقات، كان هناك غضب دولي متزايد بعد اتخاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوات إضافية هذا الأسبوع لترسيخ وجود المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
تدخل بيلين المفاجئ يعكس قلقا دوليا متزايدا بأن بناء المستوطنات يقوض قابلية الحياة لحل الدولتين الذي قصدت به صيغة أوسلو إنهاء صراع الشرق أوسطي بإنشاء دولة فلسطينية بجانب أخرى إسرائيلية |
وردت بريطانيا بغضب على هذه الخطوة متهمة إسرائيل بخرق الالتزامات التي أُبرمت بموجب خريطة الطريق للرئيس الأميركي السابق جورج بوش لتجميد كل البناء الاستيطاني على الأرض التي استولت عليها أثناء حرب يونيو/ حزيران 1967.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "النشاط الاستيطاني الإسرائيلي المنهجي وغير القانوني يشكل أكبر خطر لقابلية الحياة لحل الدولتين. وسياسة الحكومة الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي ولها نتيجة عكسية ومزعزعة للاستقرار ومستفزة".
ومع وجود أكثر من خمسمائة ألف إسرائيلي يعيشون الآن وراء خطوط الهدنة ما قبل 1967، يقول الفلسطينيون إنه سيكون من المستحيل قريبا بناء دولة لهم لأن الاستيطان يمتد عبر معظم الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأشارت الصحيفة إلى رسالة مفتوحة كتبها بيلين لعباس جاء فيها "لا تقبل طلب الرئيس أوباما الذي يريد فقط عدم إزعاجه قبل يوم الانتخابات. ولا تدع رئيس الوزراء نتنياهو يتخفى وراء ورقة التين للسلطة الفلسطينية وافرض عليه مرة أخرى مسؤولية مصير أربعة ملايين فلسطيني. ومن أجل شعبك ومن أجل السلام لا يمكن أن تدع هذه المهزلة تستمر".
وكتب بيلين أيضا أن "خصوم أوسلو حولوا الاتفاق المؤقت، الذي كان من المفترض ألا يدوم أكثر من ست سنوات ويخدم فقط كممر لحل نهائي، إلى ساحة يستطيعون فيها مواصلة بناء المستوطنات. لقد اكتمل تحطيم المتطرفين لاتفاق أوسلو ولا يمكن لأحد ببساطة الاستمرار في اتفاق مؤقت لأكثر من 20 سنة".
وأشارت الصحيفة إلى رد إسرائيل أول أمس على تصريحات وزير الخارجية البريطاني بأنه من الأفضل أن يوجه الضغط للفلسطينيين للتخلي عن مطالبتهم بتجميد المستوطنات واستئناف المفاوضات بدون شرط.
وقال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور "الإطار الوحيد الممكن لحل واقعي لمسألة المستوطنات كان وما يزال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وما دام الفلسطينيون مستمرين في التهرب من مباحثات مباشرة بكل أنواع الذرائع والحجج فستستمر الحياة وستظل القضايا بدون حل".