تعاون مخابراتي سري بين لندن والقذافي


قالت صحيفة صنداي تلغراف إن جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي6) عمل سرا مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي لإقامة مسجد بمدينة بغرب أوروبا يهدف إلى استدراج من سماهم إرهابيين على صلة بتنظيم القاعدة.
وتابعت أن تلك العملية المشتركة -التي جرت عندما كانت تحاول حكومة توني بلير ضمان صفقة مع القذافي لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين 2004- تظهر مدى استعداد جهاز الاستخبارات السرية البريطاني للعمل بشكل وثيق مع استخبارات القذافي رغم مزاعم كانت منتشرة على نطاق واسع بشأن انتهاكاته لحقوق الإنسان.
فقد امتد التعاون ليشمل تجنيد عميل مزدوج للتسلل إلى خلية إرهابية تابعة للقاعدة بمدينة تقع غرب أوروبا، لم تذكرها الصحيفة لأسباب أمنية.
وكان العميل المزدوج الذي يدعى "جوزيف" على صلة وطيدة بقائد رفيع المستوى في القاعدة بالعراق، وقد عرف أنه جاسوس للمخابرات الليبية لدى زيارته طرابلس.
ففي ديسمبر/ كانون الأول 2003، اجتمع جوزيف مع ضابط بالمخابرات الليبية في فنادق بريطانية لمناقشة إقامة مسجد بهدف استدراج "متطرفين إسلاميين" من شمال أفريقيا، والحصول على معلومات تتعلق بخطط إرهابية.
وقالت الصحيفة إن تجنيد العميل بدأ دون إبلاغ الحلفاء بالدولة الأوروبية التي كان يقطن فيها، حيث اتفقت المخابرات البريطانية والليبية مع العميل على خداع حلفائهم بشأن متى وأين تم تجنيد العميل، والعملية التي ستنفذ.
وتشرح الوثائق التي كانت قد أرسلت من مقرات (إم أي6) إلى رئيس المخابرات الليبي حينها موسى كوسا -اطلعت عليها الصحيفة- طبيعة تلك الخدعة.
وتشير الصحيفة إلى أن تلك العملية تطرح تساؤلات بشأن الصلة الوثيقة بين جهاز المخابرات البريطانية الخارجي والنظام الليبي، وما إذا كان الجهاز البريطاني يعمل بأوامر حكومية أم لا.
ويأتي هذا الكشف في أعقاب اتهامات موجهة لوزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو بإعطائه الضوء الأخضر لتسليم عبد الحكيم بالحاج -وهو أحد القيادات الإسلامية المناهضة للقذافي- للنظام الليبي على متن طائرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي).
وكانت وثائق -كشفت عنها الصحيفة في فبراير/ شباط الماضي- تظهر كيف أن جهاز (إم أي6) أبلغ ليبيا بأن بالحاج معتقل لدى سلطات الهجرة بماليزيا، وأن طائرة سرية تابعة لـ سي آي أي ستنقله إلى ليبيا.
وما إن وصل بالحاج، حتى بعث السير مارك ألين -وهو رئيس مكافحة الإرهاب ذلك الوقت بـ(إم آي6) لكوسا يقول له "هذا أقل ما يمكن أن نفعله لكم ولليبيا لإظهار مدى العلاقة المميزة التي أقمناها معكم".