حاكم العراق الإيراني قاسم سليماني

تصميم فني لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني
undefined

عندما سافر مسؤول استخباراتي عراقي كبير إلى طهران صيف 2007 للالتقاء بالقيادة الإيرانية، فهم على الفور من هو المسؤول عن سياسة إيران تجاه جارتها الغربية.

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها اليوم: لم يكن المسؤول الإيراني المقصود هو الرئيس محمود أحمدي نجاد، بل قائد قوات القدس شبه النظامية الرجل الغامض قاسم سليماني، الذي شرح بهدوء أنه "السلطة الوحيدة لما تفعله إيران في العراق" وذلك وفقا لما ذكره المسؤول الاستخباراتي العراقي لمسؤولين أميركيين لاحقا.

الرجل النافذ ذو الصوت الخفيض والشعر الرمادي والذي يتمتع بثقة عالية بالنفس بسبب التأييد له من أعلى سلطة بإيران آية الله علي خامنئي، يمثل النقيض للرئيس الإيراني "كثير الطنين".

وكان سليماني، الذي رُقي إلى رتبة لواء العام الماضي، وهي الرتبة الأعلى بقوات الحرس الثوري، المخطط لمبادرتين رئيسيتين في السياسة الخارجية الإيرانية وهما: ممارسة وتوسيع نفوذ طهران في الشؤون السياسية الداخلية بالعراق وتقديم دعم عسكري لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقد وضعه هذا الدور في مواجهة مباشرة مع صناع السياسة الأميركيين الذين كانوا يأملون في ضمان عراق حليف للولايات المتحدة بالمستقبل، والمساعدة في إسقاط الأسد، والحد من محاولات إيران الحصول على نفوذ بالمنطقة.

العام الماضي وضعت وزارة الخزانة الأميركية الجنرال سليماني على قائمة عقوباتها لأن مسؤولين أميركيين قالوا إنه كان مشاركا في مؤامرة لاغتيال السفير السعودي بواشنطن.

بالنسبة للمسؤولين الأميركيين الذي كانوا يكافحون ضد حرب غامضة تشنها إيران خلال السنوات التسع للوجود العسكري الأميركي بالعراق، كان دور سليماني في محاولة اغتيال السفير السعودي غير مستغرب.

اتصالات المسؤولين الأميركيين بالجنرال سليماني ونقاشاتهم الداخلية، المذكورة في الوثائق السرية التي تم الحصول عليها لإعداد كتاب جديد حول العراق، تعطي صورة حية لمسؤول مثابر وفعال في تحقيق أهداف إيران الخارجية.  

شرير تماما
ووصف الجنرال الأميركي ديفد بترايوس الذي تعرف على نفوذ قائد فيلق القدس أثناء فترة عمله بالعراق، الجنرال سليماني في رسالة إلى وزير الدفاع السابق روبرت غيتس، بأنه "شخص شرير تماما".

وفي رسالة أخرى للوزير غيتس في أبريل/نيسان 2008، اعترف بترايوس بالنفوذ الذي يتمتع به سليماني بالعراق، قائلا "أكثر المفاجآت واقعية هذا الأسبوع حجم التدخل المباشر الإيراني في الشؤون السياسية العراقية".

جذب الجنرال سليماني اهتمام العراقيين أول ما جذبهم خلال حرب الثمانية أعوام مع العراق. فقد حظي بشهرة في قيادة مهام الاستطلاع خلف الخطوط العراقية وذلك عندما كان قائدا للفرقة 41 بقوات الحرس الثوري.

هدفه هزيمة العراق
ووفقا للسفير الأميركي الأسبق بالعراق ريان سي كروكر فإن الحرب قد شكلت توجهات سليماني نحو العراق. وقال كروكر بإحدى المقابلات "بالنسبة لسليماني، فإن الحرب العراقية الإيرانية لم تتوقف أبدا. لا يمكن لإنسان يخوض تجربة شبيهة بالحرب العالمية الأولى ولا يتأثر بها تأثيرا لا ينمحي طوال حياته. الهدف الإستراتيجي الأهم في حياة هذا الرجل هو هزيمة العراق هزيمة ماحقة وواضحة للجميع. وإن تعذر ذلك، فيكون البديل إضعاف العراق وإخضاعه للنفوذ الإيراني".

ووفقا للعضو المؤسس لقوات الحرس الثوري محسن سازغارا الذي يعيش حاليا بالمنفى بالولايات المتحدة فإن تقييم قوات القدس للغزو الغربي للعراق كان كالتالي "لدينا فرصة ذهبية. الآن يمكننا أن نجعل الأميركيين منشغلين تماما بالعمل في العراق بما نستطيع من الفوضى التي نتمكن من إثارتها فيه".

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان