ساندي يجتاح الصحافة الأميركية
طغت أخبار الإعصار ساندي المتوقع أن يضرب سواحل الولايات المتحدة الشرقية على الصفحات لجميع الصحف الأميركية بلا استثناء، وسط توقعات بأضرار بالغة سيلحقها بالبنى التحتية والممتلكات.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن مئات الآلاف من المواطنين قد غادروا منازلهم بناء على أوامر من السلطات، وشوهدت طوابير المواطنين في ولاية نيو جيرسي وهم يجرون حقائبهم وأمتعتهم على مضض.
وقد تسببت حركة النزوح الكثيفة والمفاجئة في تكدس السيارات في محطات الوقود، وشح وسائط النقل وتسجيل حوادث عراك بين المواطنين سببها نزاع من أجل سيارة أجرة.
وقالت آن بيرسود -صاحبة محطة وقود- إن "الناس يشعرون بالرعب، ويأتون بأي شيء يمكن ملؤه بالوقود، لكن مع ذلك فهذا أفضل من البقاء هنا والموت غرقا".
كما تقوم السلطات جاهدة بإخلاء الحالات الخاصة، مثل المستشفيات ونزلائها وطواقمها الطبية ونزلاء دور رعاية المسنين. وقد استخدمت الحافلات وسيارات الإسعاف في نقل ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مناطق أكثر ارتفاعا وأمنا.
شكوك
من جهة أخرى، تواجه السلطات مشاكل مع عدد غير قليل من المواطنين الذين لا يريدون الامتثال لأوامر النزوح، لعدم ثقتهم بصحة توقعات هيئات الأرصاد الجوية، التي بالغت في تقييم شدة الإعصار "آيرين" العام الماضي.
وقال جون ميلر البالغ من العمر 27 عاما "في المرة الماضية، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ولم يحدث شيء".
وقالت مواطنة أخرى "النزوح أشد قسوة من البقاء في المنزل".
وقد حذر عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبيرغ من أن أولئك الذين يرفضون الإجلاء يعرضون حياتهم للخطر.
يذكر أن توجيهات بالنزوح صدرت لحوالي نصف مليون شخص يعيشون في مواقع تعتبر خطرة حسب خط سير الإعصار ساندي ومن ضمنهم مواطنون يعيشون في مدينة نيويورك وما حولها.
أما صحيفة واشنطن بوست، فقد نشرت من جهتها دليلا تفصيليا يتضمن الأسئلة الأكثر تداولا بشأن الإعصار ومن ضمنها مدى دقة تقييم قوة الإعصار ساندي.
قالت الصحيفة: لقد تطابقت آراء المتخصصين إلى حد بعيد بشأن تقييم الإعصار ساندي. وإن ثقتنا في تقييم الإعصار ساندي عالية نسبيا، قياسا بعواصف ثلجية مخادعة هبّت في الماضي. قد يكون هناك تغييرات طفيفة في مسار الإعصار ساندي يمكن أن تتسبب بمستوى أمطار أقل من المتوقع، ولكن حتى الآن يبدو أنه من غير المحتمل أن نستقبل ضربة معتدلة على أقل تقدير وقد يرتفع تصنيفها إلى قوية.
"اختناق مروري"
وفي سؤال عن سبب عدم اتجاه الإعصار ساندي نحو البحر، وصفت الصحيفة الحال الراهن في الغلاف الجوي بأنه يشهد ما يشبه "الاختناق المروري" حيث توجد جبهة من الضغط الجوي المرتفع تشكل "حائط صد" غرب غرينلاند، وفي الجهة المقابلة من الشرق هناك عاصفة محيطية تعمل على منع الجبهة الهوائية الباردة القادمة من الغرب من دفع الإعصار ساندي شرقا نحو البحر.
وبشأن المناطق الأكثر تضررا من الإعصار قالت الصحيفة: إن أكثر المناطق المتضررة هي المنطقة التي سيضربها مركز الإعصار وهي حتى الآن من المتوقع أن تكون المنطقة المحصورة بين المناطق الشمالية الوسطى من نيو جيرسي حتى جزيرة رود، وتقع ضمن هذه الدائرة فيلاديلفيا ومدينة نيويورك.
وعن مستوى الأمطار المصاحبة للإعصار قالت واشنطن بوست إن مستوى الأمطار المتوقع هو بين أربعة وسبعة بوصات، ولكن قد يكون هناك مستويات أعلى في بعض المناطق ويمكن لذلك أن يحدد من السلطات المحلية.
وعلى صعيد النقل الجوي، قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن شركات النقل الجوي قد ألغت أكثر من 7400 رحلة حتى الليلة الفائتة، معظمها متجه إلى مطارات في مدينة نيويورك.
وقالت صحيفة وول ستريت الاقتصادية المتخصصة، إن أسواق المال والأعمال في وول ستريت بولاية نيويورك الأميركية لن تستأنف نشاطها اليوم بعد عطلة نهاية الأسبوع المعتادة، وهي المرة الأولى التي يغلق فيها السوق بشكل طارئ منذ عام 2001.
وول ستريت
وقد شهد اليومان الماضيان نقاشات حامية بين إدارة السوق والشركات المتعاملة والمستثمرين بشأن طريقة مواجهة السوق للعاصفة، وكانت هناك آراء بشأن استمرار التعاملات الإلكترونية وآراء أخرى بشأن غلق جزئي للتعاملات، لكن الرأي استقر في النهاية على إغلاق السوق ليومي الاثنين والثلاثاء بشكل مبدئي.
صحيفة يو إس أي توداي قالت إن المسؤولين يخشون من عدم قدرة عدد كبير من المواطنين على النزوح إلى مناطق آمنة، بينما لفتت النظر إلى أن موجة البرد التي تضرب الساحل الشرقي الأميركي سوف تزيد من صعوبة مواجهة الإعصار.
وحذر كريس كريستي -حاكم ولاية نيو جيرسي الأميركية- من أن الإعصار ساندي سيكون عاصفة قوية وخطيرة، وحثّ المواطنين على أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، ولفت إلى أن الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة قد تستمر 36 ساعة.
وتوقع كريستي أن يضرب الإعصار ساحل الولاية في وقت متأخر من ليلة اليوم أو غدا صباحا.