غيتس يأمل التفاوض مع طالبان
قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن فرص التوصل إلى اتفاق لإنهاء العمليات القتالية التي تقوم بها طالبان في أفغانستان قد أصبحت وشيكة بعد تصريحات وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس التي قال فيها إن "الوضع العسكري على الأرض" قد يفرض "فرصا حقيقية" للتوصل إلى حل سلمي مع طالبان.
غيتس توقع أن يتقبل مقاتلو طالبان فكرة الجلوس إلى طاولة المفاوضات خلال سنة. وقد فسرت الصحيفة تصريحات غيتس بأنها محاولة لدعم الجهود الدبلوماسية في ذلك الاتجاه، ودليل آخر على أن قوات التحالف العاملة في أفغانستان منفتحة على خيار التفاوض مع العدو لإنهاء الحرب التي بلغت عامها العاشر وتمهيد الطريق للانسحاب المزمع من أفغانستان عام 2014.
وتقول الصحيفة إن هناك اعتقادا بين المراقبين بأن المحادثات مع طالبان قد بدأت فعلا، على الأقل بينهم وبين المسؤولين الأفغانيين كخطوة أولى. ورغم أن تلك المحادثات متقطعة فإنها بدأت تحصل على دعم الحكومات الغربية بشكل مكثف في الفترة الأخيرة مع اقتراب موعد تسليم الملف الأمني للحكومة الأفغانية.
وفسر وزير الدفاع الأميركي تفاؤله بأنه نابع من تقدم عسكري حققته قوات التحالف في أفغانستان، حيث تمكنت من إخراج طالبان من معقلها في جنوبي البلاد ووجود دلائل متزايدة على أن مقاتلي طالبان يعانون من انتكاسات ميدانية، على حد ادعاء غيتس.
يذكر أن غارة نفذتها طائرات بدون طيار على هدف في منطقة جنوب وزيرستان مساء أمس قتلت تسعة أشخاص يعتقد أن بينهم إلياس الكشميري الذي قيل إنه قد يخلف أسامة بن لادن في زعامة تنظيم القاعدة.
وأكد غيتس -الذي تحدث في مؤتمر للأمن عقد في سنغافورة- أن طالبان لن تستطيع في النهاية المشاركة في الحياة السياسية والعامة في أفغانستان إلا إذا ألقت السلاح وقطعت صلاتها بتنظيم القاعدة.
وقال "هناك قاعدة عامة مقبولة من الجميع، وهي أن جميع المواجهات المسلحة تنتهي بتسوية سياسية (..) ولكن الحقيقة الأخرى بأن الطريق لتسوية سياسية لن يكون ممكنا إلا إذا بدأت طالبان والفصائل المسلحة الأخرى (في أفغانستان) بالاقتناع بأنهم لا يمكن أن يربحوا الحرب عسكريا".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد صرح بتصريحات بالاتجاه نفسه عندما قال إن معنى مصطلح تسوية سياسية هو الجلوس في نهاية الأمر مع طالبان، لكنه شدد على أن ذلك لن يحدث إلا إذا "قامت طالبان بقطع جميع صلاتها بالقاعدة وأن تنبذ العنف وأن تحترم الدستور الأفغاني".
وقد صدر عن بريطانيا من جهتها تصريحات مؤيدة للاتجاه الأميركي بضرورة قطع صلات طالبان بالقاعدة ونبذ العنف كطريق للتوصل إلى تسوية سياسية.
يذكر أن غيتس كان قد لفت الأنظار عندما وصف طالبان في مقابلة إذاعية في وقت سابق بأنها "جزء من النسيج السياسي الأفغاني".
وفسرت الصحيفة كلمات غيتس في سنغافورة بأنها امتداد لذلك الوصف عندما قال "إذا استطعنا المحافظة على مكتسباتنا وتوسيع نطاق الحزام الأمني الذي حققناه (..) ربما سيكون في الشتاء القادم فرصة ما لمحادثات سياسية أو تصالح ينعش الآمال بتحقيق تقدم ما".
واستمرت إندبندنت بتحليل مؤشرات الانفتاح على طالبان، وقالت إن هناك شائعات سرت الأسبوع الماضي بأن بريطانيا والولايات المتحدة تضغطان في الأمم المتحدة لرفع العقوبات الدولية على 18 شخصية من حكومة طالبان السابقة.
بالإضافة إلى شائعات قوية سرت مؤخرا مفادها أن دبلوماسيين أميركيين عقدوا مباحثات وجها لوجه مع عناصر رفيعة المستوى من طالبان في كل من ألمانيا وقطر. كما أن ألمانيا تعد العدة لعقد مؤتمر عالمي عن السلام في أفغانستان نهاية العام الجاري ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر وفد من طالبان.
وتختتم الصحيفة بالإشارة إلى أن الأحداث على الأرض تثبت بوضوح أن الصراع لا يزال مستمرا وبشكل دموي رغم تفاؤل السياسيين، حيث قتل أمس أربعة جنود من قوة إيساف بقنبلة في شرقي أفغانستان، ولقي جندي بريطاني الجمعة مصرعه بنيران مقاتلين أفغانيين عندما تعرضت دوريته لإطلاق نار مما يرفع عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في أفغانستان منذ عام 2001 إلى 369.