أميركا تخسر دورها بتخبط أوباما
كتب تشارلز كراوتامر في صحيفة واشنطن بوست يقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يفخر بكل ما فعله في الأزمة الليبية، لكنه يصف سياسته بافتقادها للبراعة اللازمة وتخبطها مما تسبب في فقدان أميركا دورها القيادي. ويشرح الكاتب هذا التناقض بتوفر نوع من التعاون الدولي ودعم الجامعة العربية ووجود ورقة عمل واضحة وقرار مجلس الأمن، باستثناء قرار من كونغرس الولايات المتحدة.
ويواصل هجومه بقوله إن أوباما استغرق ثلاثة أسابيع لجمع عناصر الخطة، وفي تلك الأثناء استعاد القذافي توازنه وشن هجوما مضادا أوصله إلى أبواب بنغازي، ليصل الأمر بمدير جهاز المخابرات الوطنية الأميركية إلى توقع انتصار القذافي على معارضيه.
ويمضي الكاتب في انتقاد الخطة قائلا إن الجامعة العربية تراجعت عن كلامها وانتقدت استخدام القوة الذي طالبت به، ويبلغ الأمر بأمينها العام عمرو موسى ليعبر عن "صدمته" لعلمه بمقتل مدنيين ليبيين بنيران التحالف.
أما روسيا، فيقول الكاتب إن رئيس وزرائها فلاديمير بوتين وصف العملية بأنها حملة صليبية من العصور الوسطى، في حين طالبت الصين بوقف إطلاق النار، وساندتها البرازيل في طلبها، وهذا بعد ساعات فقط من مغادرة أوباما البرازيل، ويقول كراوتامر ساخرا "هذا نصر آخر للدبلوماسية الرئاسية الشخصية".
أما الناتو فيقول كراوتامر إنه شهد سجالا بين أعضائه، فبريطانيا ترى أن قيادة القوة يجب أن تكون بيد الناتو، بينما رفضت فرنسا ذلك بحجة مراعاة حساسية العرب، في حين قررت ألمانيا عدم المشاركة أصلا وسحبت أربع قطع بحرية من سفنها الموجودة في البحر المتوسط، وهددت إيطاليا بمنع الناتو من استخدام قاعدتها الجوية إذا لم يتوصل الحلف لقرار بعمل جماعي.
وينتقد كراوتامر الموقف الأميركي الذي يترنح بين إعلان البيت الأبيض أنه لا يستهدف إسقاط القذافي، وإصرار الرئيس أوباما على ضرورة مغادرته السلطة. ويقول كراوتامر إنه في جميع الحالات يبدو الرئيس أوباما مولعا بإعطاء الأولوية للعمل السياسي قبل الهجوم العسكري، مبررا موقفه بغياب المبررات الأخلاقية للتدخل العسكري.
وينتقد كراوتامر سياسة أوباما بتخليه عن ممارسة الدور الأميركي، ويقول إن تركه الناتو الذي أثبت عجزه عن قيادة الهجمات الجوية التي هي المعين الوحيد للثوار الليبيين.
وشرح كراوتامر هذا الغموض بأنه نتيجة واضحة لسياسة أوباما بدخول أميركا الحرب ثم الانسحاب الفوري من قيادتها، وهذا ما أدى إلى تراجع دور أميركا بسبب انعكاس شخصية أوباما على دوره كرئيس.
وأنهى كراوتامر مقالته بالتشديد على ضرورة عودة أميركا إلى دورها المعتاد، مبررا دعوته بحاجة العالم إلى قيادة أميركا لأنها الوحيدة التي تملك الإمكانات والتجربة والموارد اللازمة لذلك، ويتأسف قائلا "أميركا على رأسها رجل لا يريدها أن تقود".