هل يستفز الأميركيون طالبان؟

سامر علاوي

طالبان تنفي تورطها في التفجيرين اللذين استهدفا الشيعة في أفغانستان قبل أيام

تساءلت صحيفة ذي غادريان عن الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان وعن ما إن كانت تسعى لاستفزاز حركة طالبان؟ خاصة بعد الهجوم الذي استهدف زوارا للشيعة في كابل مطلع الشهر الجاري.

وتقول الصحيفة إنه إذا جاءت تلك العملية دون موافقة طالبان التي تنفي تورطها فيها، فإن ذلك مؤشرا يبعث على القلق بأن "التمرد" يخرج عن السيطرة ويبدو أكثر وحشية.

وهنا تشير الصحيفة إلى أنه لم يصب أحد من عناصر الشرطة أو الجنود الذين قد يشكلون الهدف "الشرعي" لحرب طالبان على الحكومة الأفغانية.

وتقول إن البعض في أوساط المسؤولين بآلة الحرب الأميركية يجدون فيما تصفه بتصعيد العنف مؤشرا جيدا، لا سيما أنهم يقولون إن ازدياد التمرد شراسة ربما يكون مفيدا لتحقيق أهداف الحرب.

ومن هؤلاء المسؤولين بيتر لافوي -وهو رئيس سابق لمجلس المخابرات الوطنية الأميركية يراقب ويحلل البيانات- الذي تحدث في اجتماع وراء الأبواب الموصدة مع سفراء حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل عام 2008 عن إستراتيجية -لم يعلن عنها- لكسب الحرب في أفغانستان.

وتدعو الإستراتيجية المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغط على طالبان عام 2009 حتى ترد بما يوحي بأنها أكثر عنفا وراديكالية، و"هو ما يعمل على استعداء الشعب ويمنحنا فرصة لفصل طالبان عن السكان" حسب أحد المراقبين.

إعلان

وهذا ما يختلف عن الإستراتيجية المعلنة في أفغانستان التي تعرف بـ"التركيز على السكان لمكافحة التمرد"، بحيث تحاول القوات الأجنبية الحفاظ على حماية المواطنين من المتمردين، وبالتالي كسب تأييدهم".

ثمة أصوات قوية تؤيد إستراتيجية الضغط على طالبان التي تجعل حياة المواطنين الأفغانيين أكثر مأساوية وأقل أمنا

انتقاد
وينتقد المراقبون الفكرة بأن الناتو يحاول أن يجعل السكان أقل أمنا، ويشيرون إلى أن ذلك كله يخالف النظام الأخلاقي لدى الجيش الأميركي الذي ينبغي أن يخاطر من أجل حماية المدنيين.

ويقول الخبير في شؤون طالبان مايكل سيمبل إن ثمة أصواتا قوية تؤيد هذه الإستراتيجية ذات الحدين التي تجعل حياة المواطنين الأفغانيين أكثر مأساوية وأقل أمنا.

وبعد أن تساءلت الصحيفة عن مدى إقبال المدنيين على تأييد الحكومة الأفغانية، ضربت بعض الأمثلة استقتها من مسؤول في المخابرات تابع للناتو، تشير إلى ازدياد عدد الواشين بمخابئ الأسلحة والمنتمين إلى صفوف الشرطة عام 2011.

غير أن المشككين يقولون إن الإستراتيجيين الأميركيين يبنون إستراتيجيتهم على تفكيرهم الإستراتيجي تجاه الصحوة في إقليم الأنبار بالعراق عام 2006 "حين انقلب السكان ضد التمرد بقيادة القاعدة".

ومع أن المتفائلين يدعون إلى التحلي بالصبر، تشير ذي غارديان إلى أن الحقيقة المحبطة حتى الآن هي أن الأجانب هم الذين يلامون على أفعال طالبان باعتبار أنهم السبب في القتال.

وينبه مستشار في الناتو إلى أن السكان سيفكرون مليا بشأن الانقلاب على المتمردين إذا لم يعتقدوا بأنهم سيتلقون مساعدة كبيرة من حكومة ضعيفة وغالبا يشوبها الفساد.

المصدر : غارديان

إعلان