كاميرون معزول أوروبيا

بدا رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الليلة الماضية معزولا بعدما رفض زعماء الاتحاد الأوروبي المجتمعون ببروكسل طلبه منح بلاده ضمانات خاصة لحماية حي المال والأعمال بلندن مقابل موافقته على صفقة لإنقاذ اليورو.
وخلال هذه القمة التي تعتبر حاسمة لمستقبل الاتحاد الأوروبي، كرر رئيس الوزراء تهديده باستخدام حق النقض (فيتو) ضد أي اتفاق لتشكيل "اتحاد مالي" بمنطقة اليورو إذا كان يقوض مصالح حي المال والأعمال بلندن.
واتهمت عدة بلدان أوروبية بريطانيا بالمبالغة في مطالبها, كما شكك الكثيرون بجدية كاميرون في تنفيذ تهديده بإجهاض جهود الأوروبيين الرامية لإخراج اليورو من الاضطرابات التي تعصف به.
وحذرت عدة بلدان أوروبية من أن كاميرون لو نفذ تهديده بوأد الاتفاق بين دول الاتحاد الـ27, فإن دول منطقة اليورو الـ17 ستجعل توقيع الاتفاق مقتصرا عليها.
وفشل اجتماع دام 45 دقيقة بين كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل القمة في كسر الجمود.
ولا يبدو أن لدى كاميرون مجالا كبيرا للمناورة في بروكسل, إذ يتعرض لمزيد من الضغط من قبل أعضاء حزب المحافظين المتوجسين من إجراءات الاتحاد الأوروبي والذين يطالبون كاميرون باستعادة بعض النفوذ من الاتحاد والدعوة لاستفتاء بالمملكة المتحدة حول معاهدة الاتحاد الأوروبي المقترحة.
ولا يبدو أن الأوروبيين سيقبلون أن تكون هناك خصوصية لبريطانيا بهذه المعاهدة, إذ يقول وزير الخارجية الفنلندي ألكسندر ستاب "المملكة المتحدة ليست لاعبا رئيسيا باللعبة الحالية لأنها ليست عضوا بمنطقة اليورو".
وهو ما ألمح إليه كذلك رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو حين قال "العالم كله يتابعنا, والذي ينتظره العالم منا ليس مزيدا من المشاكل الوطنية وإنما (مزيدا) من الحلول الأوروبية".