ارتفاع الرغبة بالهجرة بين الروس

تطرقت صحيفة ذي تايمز البريطانية إلى موضوع ظاهرة هجرة العقول في روسيا، وأجرت مقابلة مع أحد الشباب الروس من ذوي الخبرات العالية يعتزم ترك البلاد والهجرة إلى كندا.
تتخذ الصحيفة من مبرمج الحاسوب ستيبان شيزوف -الذي يبلغ من العمر 29 عاما- مثالا على ظاهرة باتت تعرف في روسيا اصطلاحا باسم "حان وقت ترك البلاد". وينوي شيزوف أخذ زوجته والسفر إلى كندا حيث سيكمل دراسته ويستقر هناك بعد الدراسة.
وتصف الصحيفة الطبقة التي تريد الهجرة من روسيا، على أنها طبقة الشباب من ذوي الكفاءات، الذين تفتحت مداركهم بعيد سقوط الاتحاد السوفياتي وفي عهد فلاديمير بوتين عندما تولى رئاسة روسيا، وفوجئوا بنظام مخيب للآمال وفاسد.
هناك أكثر من مائة مليون راشد في روسيا، ولا يوجد بينهم من يستطيع قيادة البلاد؟ إنه أمر مهين ستيبان شيزوف |
ويعتقد شيزوف أن خمس دفعته في الدراسة الثانوية إما غادروا البلاد وإما يفكرون مليا في ذلك. وتدعم الصحيفة اعتقاد شيزوف باستطلاع للرأي أجراه مركز ليفادا الروسي لاستطلاعات الرأي المعروف بمهنيته ومنهجه العلمي، والذي قال إن 22% من الشعب الروسي يريدون مغادرة البلاد، مقارنة بنسبة 7% عام 2007.
ويبين الاستطلاع أن نسبة الراغبين في الهجرة من الفئة العمرية تحت 25 عاما قد ارتفعت بنسبة 39% عن عام 2007.
وكانت تجربة شيزوف في شق حياته كشاب في مقتبل العمر صعبة للغاية، حيث أسس شركة للحاسوب ولكنها لم تستطع الاستمرار تحت وطأة الضرائب الثقيلة التي تفرضها الحكومة الروسية على الأعمال الصغيرة الخاصة، بينما تتمتع الشركات الروسية الحكومية بمزايا كبيرة، ولكن خبر اعتزام بوتين العودة إلى الرئاسة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة له.
يقول شيزوف "لم أكن أعتقد أن بقاء (الرئيس الروسي ديمتري) مدفيدف سيدفع الوضع هنا ليتخذ منحى أكثر ليبرالية. ولكن كان هناك اعتقاد بأنه إذا بقي في منصبه قد يكون هناك فرصة لذلك، ولكن إذا سلم الرئاسة لبوتين فإن ذلك لا يعني بأن شيئا كان خطأ فحسب، بل يعني أن الوضع برمته كان خاطئ".
ويكمل قائلا "شخص تولى الرئاسة لمدة ثماني سنوات يجب ألا يعود إليها. لقد بقي في الحكم فترة طويلة جدا، ونسي ما معنى الحياة العادية. هناك اعتقاد سائد اليوم، وفكرة أنه (بوتين) الوحيد القادر على قيادة البلاد. هذا غباء مطلق. هناك أكثر من مائة مليون راشد في روسيا، ولا يوجد بينهم من يستطيع قيادة البلاد؟ إنه أمر مهين".