كاتب أميركي: الجلبي شجع على الغزو

r/Ahmad Chalabi, head of the Accountability and Justice Commission, gestures towards reporters during a news conference in Baghdad February 2, 2008.


قال الكاتب ريتشارد بونين إنه من اللافت أن يتمكن العراقي المنفي أحمد الجلبي من حمل دولة عظمى على غزو العراق، خاصة وأنه لم يكن آمرا لجيش أو قائدا لقبيلة، ورأى أنه ربما تسبب في جعل الولايات المتحدة تندم على غزوها العراق لسنين قادمة.

وأشار بونين
وهو منتج برنامج "ستون دقيقة" على شبكة "سي بي إس"- في مقال نشرته له صحيفة لوس أنجلوس الأميركية إلى الزيارة التي قام بها جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي إلى بغداد الشهر الجاري، وقال إنها تأتي في أعقاب ثماني سنوات من الحرب الدامية.

وفي حين جاءت زيارة بايدن إلى بغداد في إطار الاحتفالات بانتهاء الحرب على العراق، فإن سياسيا بارزا تغيب عن تلك الاحتفالات الرسمية والاجتماعات التي حضرها نائب الرئيس الأميركي.

وأوضح بونين أن ذلك السياسي العراقي الغائب عن الاحتفالات والاجتماعات مع بادين هو أحمد الجلبي نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، والذي سبق أن عاش في المنفى إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين، مضيفا أن الجلبي كان من بين أبرز العراقيين المتورطين في تشجيع الولايات المتحدة على اتخاذ قرارها في غزو العراق.

الجلبي سعى لتغيير النظام في العراق منذ سنين، وحضر الاجتماع الهام الذي انعقد في 21 يناير/ كانون الثاني 2001، أي في اليوم الثاني لتولي الرئيس الأميركي جورج بوش مهام منصبه

اجتماع هام
وأشار الكاتب إلى أنه تفحص مدى تورط الجلبي في غزو العراق وذلك من خلال برنامج "ستون دقيقة" أو من خلال الكتاب "سهام الليل" الذي ألفه الكاتب، مضيفا أنه التقى الجلبي شخصيا لأكثر من ستين ساعة من أجل الكتاب.

إعلان


وفي حين قال بونين إنه التقى الكثيرين من أصدقاء الجلبي وخصومه، وإن الجلبي سعى لتغيير النظام في العراق منذ سنين، رأى أن النقطة الأبرز في جهود الجلبي لقلب نظام الحكم في العراق تتمثل في الاجتماع الهام الذي انعقد في 21 يناير/ كانون الثاني 2001، أي في اليوم الثاني لتولي الرئيس الأميركي جورج بوش مهام منصبه.

وأما الاجتماع الذي حضره الجلبي، فانعقد في منزل مؤلف من طابقين يعود إلى ريتشارد بيرل أحد أبرز القياديين بحركة المحافظين الجدد الذين سرعان ما تقلدوا مناصب حساسة في إدارة الرئيس الأميركي.

ونسب الكاتب إلى بيرل الذي يوصف بأنه أحد أهم منظري السياسة الأميركية ومن أبرز من دعوا لاحتلال العراق- قوله إن الجلبي استطاع الإجابة عن السؤال الهام والأبرز، وهو المتعلق بمن يخلف "الطاغية" صدام في العراق بعد إسقاطه.


أهداف أميركية
وأما جواب الجلبي والمجتمعين الآخرين وفق الكاتب- فتمثل في أنه يمكن الإتيان بحاكم عراقي يعيش في المنفى ويحمل نفس أفكار المجتمعين من المحافظين الجدد ويمكن الوثوق به في تنفيذ الأهداف القومية الأميركية التي تعكس مصالحها بالعراق أو البلد الأكثر أهمية بمنطقة الشرق الأوسط من حيث الغنى النفطي.

وأشار الكاتب إلى علاقات الجلبي بالاستخبارات الأميركية والإيرانية على حد سواء، وإلى الدور الذي لعبه في تشجيع الولايات المتحدة على الإطاحة بصدام عبر تغيير النظام من خلال غزو العراق.

وفي آخر لقاءات منتج برنامج "ستون دقيقة" الأميركي مع الجلبي (67 عاما) فينسب الكاتب إلى الأخير قوله إن العراق قد تحرر أخيرا، وإنه يعيش أخيرا في منزله في وطنه.

وأما كيف تمكن الجلبي من لعب دور هام في تشجيع قوة عظمى كالولايات المتحدة على اتخاذ قرار بغزو العراق، فيبقى -وفق الكاتب- أمرا يثير العجب، خاصة وأنه قرار ستبقى الولايات المتحدة تشعر بالندم إزاء اتخاذه لسنين.

إعلان

المصدر : لوس أنجلوس تايمز

إعلان