خلاف أميركي على استقبال صالح


يبدو أن موقف الولايات المتحدة من منح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تأشيرة للعلاج ليست محل اتفاق، فقد تباينت وجهتا نظر صحيفتين أميركيتين في افتتاحيتيهما بشأن هذا الأمر، فرفضته إحداهما وقبلته أخرى.
فقد قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إنه يجب عدم منح صالح تأشيرة لدخول الولايات المتحدة، وذلك بدعوى أنه حكم بلاده لأكثر من ثلاثة عقود وتركها فوضى وملاذا آمنا لتنظيم القاعدة، إضافة إلى ما وصفتها بالفوضى والصراعات السياسية التي يشهدها اليمن.
كما أنها ترى أنه لا ينبغي للولايات المتحدة توفير ملاذ آمن لطاغية حكم بلاده بالحديد والنار وحاول قمع ثورة شعبية نادت بالديمقراطية وتسبب في قتل الكثيرين من المدنيين اليمنيين الثائرين بطريقة عنيفة وبدم بارد.
ومضت إلى أن منح الولايات المتحدة تأشيرة لصالح من شأنه أن يساهم في تشويه صورة البلاد في اليمن وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
سويسرا تعتبر وجهة سفر مناسبة وملجأ ممتازا للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وذلك لأن منحنه تأشيرة للولايات المتحدة من شأنه الإضرار بالمصالح الأميركية وسمعة البلاد |
واختتمت الصحيفة بأنه إذا لم يكن بد من توفير العلاج لصالح أو إذا كان سفره خارج بلاده أمرا مرغوبا فيه، فإن سويسرا تعتبر وجهة سفر مناسبة وملجأ ممتازا له، وذلك لأن منحه تأشيرة أميركية من شأنه الإضرار بالمصالح الأميركية.
أما نيويورك تايمز فقالت إن استقبال صالح للعلاج في الولايات المتحدة وتحت قيود صارمة من شأنه إبعاده عن بلاده وبالتالي تسريع انتقال السلطة في البلاد، بل ووضع حد للقمع الذي يحصد أرواح مئات اليمنيين.
وأشارت نيويورك تايمز إلى ما وصفته بتواصل الجدل لدى الأوساط السياسية الأميركية بشأن مدى استعداد الولايات المتحدة لاستقبال صالح للعلاج في ظل عدم رضا المسؤولين الأميركيين كي لا تظهر بلادهم وكأنها توفر ملاذا لطاغية تسبب في قتل العديد من شعبه.
لكن الصحيفة قالت إن قبول طلب صالح لدخول أميركا قد يساهم في تهدئة التوترات التي يشهدها اليمن، وبالتالي فتح الطريق أمام انتخابات رئاسية تخلص اليمن من أزمتها الطاحنة.
كما أشارت نيويورك تايمز إلى ما وصفته بالدور التعاوني الذي لعبه الرئيس اليمني في مواجهة القاعدة.