على الغرب احترام التجربة المصرية

يجب على الحكومات الغربية أن تقبل التجربة الديمقراطية في مصر بأن تحترم أول انتخابات تجرى هناك بينما تؤكد على الحقوق السياسية والدينية.
وفي الوقت الذي تبرز فيه مصر مترددة نتيجة عقود من الركود السياسي فإنها تبدو حاليا بعيدة جدا عن ديمقراطية مثالية لكن تحولها من الاستبداد إلى الانتخابات يعطي مؤشرا مبكرا وغير مريح للنزعات التي يخشاها البعض.
فقد أعطت هذه الانتخابات قوة دافعة لحركة، لم يكن لها صوت ولا أصوات في السابق، أيديولوجيتها بعيدة كل البعد عن الدستورية الغربية.
وتشير النتائج الأولية إلى فوز حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين بـ40% من الأصوات بينما حصلت الحركات السلفية على 25% أخرى.
وباختصار فقد فازت الجماعات الإسلامية بتأييد ساحق. وكانت هذه هي الجولة الأولى فقط في التصويت وبمشاركة الثلث فقط من محافظات مصر. لكن هذه المناطق لم تكن دينية بشكل ملحوظ أو متطرفة. ومن المحتمل أن تظهر النتائج النهائية للانتخابات تأييدا أقوى للإسلاميين.
من الخطأ من حيث المبدأ إنكار التفضيلات الشعبية للمصريين. كما أن ذلك سيكون فيه تكرار أيضا للأخطاء القديمة للسياسة الغربية في الشرق الأوسط |
ومثل هذا الأمر كان قابلا لأن يُتنبأ به وكان متوقعا. وهذا لا يعني أن الديمقراطيات الغربية كانت مخطئة في الضغط من أجل رحيل الرئيس مبارك. لكنه يفرض انخراطا حاسما في مستقبل مصر من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ويفرض التزامات على الفائزين في الانتخابات بضرورة تأكيد الدبلوماسية الغربية.
ومن الخطأ من حيث المبدأ إنكار التفضيلات الشعبية للمصريين. كما أن ذلك سيكون فيه تكرار أيضا للأخطاء القديمة للسياسة الغربية في الشرق الأوسط. والتسامح مع الحكام المستبدين الأصدقاء ظاهريا أكد فقط أن المعارضة في الدول العربية هاجرت إلى المسجد ومنحت الأفكار المستبدة جاذبية زائفة ذات صلة بالإسلام المعتدل. والذي لا مفر منه هو أن "الديمقراطية العربية، التي لا تقل عن الديمقراطية الإسكندنافية، سيكون لها خصائص مميزة".
لكن الديمقراطيات الغربية تتحمل مسؤولية تتجاوز التواضع. فقد تعهدت المؤسسة العسكرية في مصر بالتنازل عن السلطة في يوليو/تموز 2012. ومن المحتمل أن تحدث اضطرابات وانتفاضة شعبية أخرى إذا لم تفعل. لذلك فإن مساندة دور دائم آخر للجيش يمكن أن يشجع محاولات الرئيس بشار الأسد في سوريا "للبقاء في السلطة من خلال القمع الإجرامي".
وأيا كان من سيتقلد السلطة بمجرد تنحي الجيش عنها فإنه ينبغي عليه أن يحافظ على الحرية السياسية والدينية ويجب على الدبلوماسية الغربية أن تصر على ذلك.