سعي سري لتدمير برنامج إيران النووي

محمود الجزائري

انفجار بمستودع ذخيرة بقاعدة للحرس الثوري الإيراني في وقت سابق من هذا العام (الجزيرة)

يدل تصاعد سحب الدخان فوق مدينة أصفهان بوسط إيران على أن الضربة الأخيرة على ما يقال إنه برنامج أسلحة نووية بإيران قد أصابت هدفها, مسببة بذلك ثاني انفجار في منشأة نووية أو صاروخية إيرانية خلال بضعة أسابيع.

ورغم أن إيران ترجع ذلك إلى حوادث عرضية, فإن ثمة من يؤكد أن مرحلة جديدة في الجهود الرامية إلى تدمير طموحات إيران النووية جارية في الوقت الحالي.

بدلا من العمل العلني لدينا عمل سري, فهذه هي جبهة المعركة الجديدة، وهذا نوع جديد من الحرب
"
مسؤول إسرائيلي

وفي تقرير لها بشأن هذا الموضوع تنقل صحيفة تايمز البريطانية عن مسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية قوله "بدلا من العمل العلني لدينا عمل سري, فهذه هي جبهة المعركة الجديدة، وهذا نوع جديد من الحرب".

وتضع إسرائيل نفسها في طليعة الساعين لمنع ايران من بناء قنبلة نووية، إذ ترى في الجمهورية الإسلامية المسلحة نوويا تهديدا وجوديا لها.

ولم يفعل زير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك -في مقابلة إذاعية أمس- سوى القليل لإخماد التكهنات بأن ذلك كان له دور في الانفجار الذي وقع بأصفهان والانفجار الذي وقع في قاعدة صواريخ غربي طهران.

فقد اعترف بأن إسرائيل ستستفيد أكثر من غيرها من تعطل البرنامج النووي الإيراني قائلا: "لسنا سعداء لرؤية الإيرانيين يمضون قدما في هذا (البرنامج) ولذلك, فإن أي تأخير، سواء أكان نتيجة تدخل إلهي أو غير ذلك، سيكون محل ترحيب منا".

إعلان

ونفى مسؤول أميركي الليلة الماضية المزاعم الإيرانية بأن الانفجار الذي وقع في أصفهان لم يكن في منشأة نووية وإنما في موقع قريب منها، لكنه قال إن حجم الضرر الذي خلفه هذا الانفجار لم يتضح بعد.

وقد أُبلغ عن حوالي ستة حوادث أخرى لانفجارات ووفيات غامضة ناجمة عن حوادث في هذه المنشآت خلال العامين الماضيين.

وتراوحت تلك الحوادث بين انفجار في قاعدة لصواريخ شهاب المتوسطة المدى قرب مدينة خرم آباد الغربية في أكتوبر/تشرين الأول 2010، ومقتل العالم النووي داريوش رضائي في طهران في يوليو/تموز الماضي, كما أدى تسرب فيروس" ستكسنت" العام الماضي إلى كمبيوترات إيرانية إلى إحداث فساد في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.

عندما يكون هناك العديد من الحوادث فيرجح أن تكون يد ما توجهها, لكن ربما تكون يدا إلهية
"
ايلاند

وحسب الرئيس السابق للأمن الداخلي الإسرائيلي العميد جيورا إيلاند، فإنه : "ليست هناك مصادفات كثيرة في هذا الأمر", مشيرا إلى أنه "عندما يكون هناك العديد من الحوادث فيرجح أن تكون يد ما توجهها, لكن ربما تكون يدا إلهية".

ولا شك –حسب مصدر تحدث لتايمز- أن الأعمال السرية تناسب إسرائيل, إذ تعرقل البرنامج النووي الإيراني من دون إثارة مواجهة مباشرة مع طهران، ويقول مسؤول بالمخابرات الغربية للصحيفة إن هذه الحوادث "مثالية بالنسبة لإسرائيل".

ويبرر هذا المسؤول ما ذهب إليه بالقول "من ناحية يتباطأ برنامج إيران للأسلحة النووية, ومن ناحية أخرى لا تكون (إسرائيل) مرغمة على تحمل المسؤولية عن فعل أي شيء، وإيران سوف تستمر في نكران حصول تخريب متعمد وفي وصف الذي حصل بـ"الحوادث", وهو ما يرى المسؤول المذكور أنه يخدم الطرفين في الوقت الراهن على الأقل.

المصدر : تايمز

إعلان